وما عرفت أن أحدا من هؤلاء باشر ولاية مكة غير عج بن حاج ، وابن ملاحظ ، وابن محارب ، أو ابن مخلب ـ على الشك فيما يعرف به.
ثم ولى مكة بالتغلب : جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى. هكذا نسبه ابن حزم فى الجمهرة. وذكر أنه غلب على مكة أيام الإخشيدية. وأظن ذلك بعد موت كافور الإخشيدى وقبل استيلاء القائد جوهر خادم المعز العبيدى على مصر. والله أعلم.
وولى مكة بعد جعفر هذا : ابنه عيسى. ودامت ولايته على مكة إلى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة على ما ذكر بعض مشايخنا.
وذكر أن أبا الفتوح الحسن بن جعفر ولى مكة فى هذا التاريخ. والله أعلم.
وولاية أبى الفتوح بمكة مشهورة ، ودامت ولايته عليها فيما علمت إلى أن مات فى سنة ثلاثين وأربعمائة ، إلا أن صاحب مصر الحاكم العبيدى عزله.
وولى مكة عوضه ابن عم له يقال له ابو الطيب ؛ لأن أبا الفتوح خرج عن طاعة الحاكم ، وبويع فى الحرمين بالخلافة ، ويلقب بالراشد ، وسار فى ألف عبد إلى الرملة لأن آل الجراح حملوه على ذلك ، ثم تخلوا عنه لاستمالة الحاكم لهم عنه بأموال عظيمة ، وشفعوا له عند الحاكم وأعادوه إلى ولاية مكة.
وكان ذلك من أبى الفتوح فى سنة إحدى وأربعمائة.
وقيل : فى سنة اثنتين وأربعمائة.
ووليها بعده : شكر بن أبى الفتوح ، ودامت ولايته ـ فيما علمت ـ إلى أن مات سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، وآل أمر مكة بعد شكر إلى عبد له ، على ما ذكر ابن حزم فى الجمهرة.
وفى المرآة : ما يقتضى أنه ولى مكة بعد شكر : بنو أبى الطيب الحسنيون ، ثم على بن محمد الصليحى صاحب اليمن ، ثم محمد بن جعفر بن أبى هاشم عن الصليحى ، ومحمد ابن جعفر هذا أحد أمراء مكة المعروفين بالهواشم ، وهو أبو هاشم محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبى هاشم محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى.
وكان تأمير الصليحى له فى سنة ست وخمسين وأربعمائة.