الرابع عشر من ذى الحجة لرغبة التجار فى ذلك ، فازدادوا فى الإقامة بمنى يوما ملفقا.
وفى هذه السنة : حج صاحب كلوه ، وأحسن إلى أعيان الحرم وغيرهم ، وزار المدينة النبوية.
ومنها : أن فى يوم الجمعة الثانى والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وثمانمائة: خطب بمكة للإمام المستعين بالله أبى الفضل العباس بن المتوكل محمد بن المعتضد أبى بكر بن المستكفى سليمان بن الحاكم أحمد ـ المقدم ذكر جده ـ لما أقيم فى مقام السلطنة بالديار المصرية والشامية ، بعد قتل الملك الناصر فرج بن الملك الظاهر برقوق صاحب مصر ، ودعى له على زمزم فى ليلة الخميس الحادى والعشرين من الشهر المذكور ، عوض صاحب مصر.
ودام الدعاء له عوض السلطان بمصر إلى أن وصل الخبر بأن الملك المؤيد أبا النصر شيخ : بويع بالسلطنة بالديار المصرية فى مستهل شعبان من سنة خمس عشرة وثمانمائة ، فدعى للملك المؤيد فى الخطبة وعلى زمزم فى شوال من السنة المذكورة.
ودعى قبله للمستعين : دعاء مختصر بالصلاح. ثم قطع الدعاء للمستعين بعد سنة ، ثم أعيد بعد أربعين يوما ، ثم قطع بعد نحو خمسة أشهر.
ومنها : أن فى يوم الجمعة خامس ذى الحجة سنة سبع عشرة وثمانمائة : حصل بين أمير الحاج المصريين جقمق المؤيدى ومن انضم إليه ، وبين القواد العمرة : قتال فى المسجد الحرام ، وخارجه بالمسفلة ، واستظهر الترك على القواد ، وأدخل أمير الحاج خيله إلى المسجد الحرام ، وجعلها بالجانب الشرقى قريبا من منزله ، وأوقدت فيه مشاعله ، وأوقدت أيضا مشاعل المقامات ، ودام الحال على ذلك إلى الصباح.
وفى ضحوة يوم السبت : سكنت الفتنة واطمأن الناس.
وسبب هذه الفتنة : أن أمير الحاج المصرى ، أدّب غلاما للقواد على حمله السلاح بمكة ، لنهى الأمير عن ذلك. فطلب مواليه أن يطلقه من السجن فأبى. فكان من الفتنة ما ذكرناه. فلما أطلقه : سكنت الفتنة.
ومات بسببها جماعة من الفريقين. وكثر بسببها انتهاك حرمة المسجد الحرام لما حصل فيه من القتال والدم ، وروث الخيل ، وسمرت أبوابه إلا باب بنى شيبة والدريبة ، والمجاهدية.
ومنها : أن فى هذه السنة أيضا حصل خلاف فى هلال ذى الحجة ، هل أوله الاثنين