بعد ، فقد بلغنى قولك (٥) :
لعل أمير المؤمنين يسوءه |
|
تنادمنا بالجوسق المتهدم |
وايم الله ، إنه ليسوءنى ، وعزله. فلما قدم على عمر بكّته بهذا الشعر ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، ما شربتها قط ، وما الشعر إلا شعر طفح على لسانى ، فقال عمر : أظن ذلك ، ولكن لا تعمل لى على عمل أبدا. انتهى.
وقال ابن عبد البر ، بعد أن نسبه كما ذكرنا : كان من مهاجرة الحبشة ، هاجر إليها هو وأبوه عدى بن نضلة ـ أو نضيلة ـ فمات عدى هناك بأرض الحبشة ، فورثه ابنه النعمان هناك ، فكان النعمان أول وارث فى الإسلام ، وكان عدى أبوه ، أول موروث فى الإسلام ، ثم ولّى عمر النعمان هذا ميسان ، ولم يول عمر بن الخطاب رجلا من قومه عدويا غيره ، وأراد امرأته على الخروج معه إلى ميسان ، فأبت عليه ، فأنشد النعمان أبياتا ، وكتب بها إليها ، وهى :
فمن مبلغ الحسناء أن حليلها |
|
بميسان يسقى فى زجاج وحنتم |
فذكر الأبيات المتقدمة ، وذكر بقية القصة كما ذكر الزبير ، ثم قال : فنزل ـ يعنى النعمان بن عدى ـ البصرة ، ولم يزل يغزو مع المسلمين ، حتى مات رحمهالله.
وهو فصيح ، يستشهد أهل اللغة بقوله : ندمان ، فى معنى نديم. انتهى.
وقال الزبير : وقد انقرض ولد النعمان.
٢٦٠٤ ـ نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب بن لؤى القرشى العدوى المعروف بالنّحّام :
قال الزبير : إن أمه فاختة بنت أبى حرب بن خلف بن صدّاد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب. وقال بعد أن سماه : هو النحّام ، لأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : «دخلت الجنة ، فسمعت نحمة من نعيم فيها» وهى السّعلة ، وما يكون فى آخر النّحنحة الممدودة آخرها ، قال الراجز فيها :
__________________
(٥) انظر البيت فى الاستيعاب.
٢٦٠٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٦٥٧ ، الإصابة ترجمة ٨٧٩٩ ، أسد الغابة ترجمة ٥٢٧٦ ، الثقات ٣ / ٤١٤ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٧ ، تبصير المنتبه ٤ / ١٤١٢ ، الطبقات ٢٤ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١١١ ، تاريخ جرجان ٦ / ٢٦٧ ، المصباح المضىء ١ / ٥٠ ، ٥١ ، بقى بن مخلد ٥٣٥ ، الجرح والتعديل ٨ / ٤٥٩ ، التاريخ الكبير ٨ / ٩٢ ، الطبقات الكبرى ٤ / ٧٢).