ما لك لا تنحم يا رواحه |
|
إنّ النحيم للسقاة راحه |
ويقال للنحمة : النحطة أيضا.
وكان نعيم ، قديم الإسلام ، أسلم بمكة قبل عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، ولكنه أقام بمكة حتى كان قبيل الفتح ، لأنه كان ممن ينفق على أرامل بنى عدى وأيتامهم ، فقال له قومه ، حين أراد الهجرة وتشبثوا به : أقم عندنا ودن بأى دين شئت. فذكروا أن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم قال له حين قدم عليه : «قومك يا نعيم ، كانوا لك خيرا من قومى لى» قال : بل قومك خير يا رسول الله. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن قومى أخرجونى ، وأقرك قومك». فقال نعيم : يا رسول الله ، قومك أخرجوك إلى الهجرة ، وقومى حبسونى عنها.
وكان بيت عدى بن كعب فى الجاهلية ، بيت بنى عويج ، حتى تحول فى بيت بنى رزاح ، بعمرو وزيد ابنى الخطاب رضى الله عنهما ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رحمهالله.
قال عبد الرحمن بن نمير بن عبد الله : كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، يأتى الشفاء ، فإذا رأته قالت : هذا عمر ، إذا مشى أسرع ، وإذا تكلم أسمع ـ وقال غيره : إذا ضرب أوجع ـ وهو الناسك حقا ، ما زال بنو عبيد تعلونا ظهرا ، حتى جاءنا الله بك. قال نمير : وكان نعيم النحّام وأبوه من قبله ، يحملون يتامى بنى عدى ، ويمونهم.
قال الزبير : حدثنى محمد بن سلام ، عن عثمان بن عثمان ، الذى كان قاضيا بالبصرة ، وهو خال أبى عبيدة ، قال : قال عبد الله بن عمر بن الخطاب لأبيه : اخطب علىّ بنت نعيم النحام ، فقال له أبوه : اخطبها أنت ، فإن ردك ، اعرف. فخطبها عبد الله إلى نعيم ، فلم يزوّجه إياها. فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه للنحام : خطب إليك ابن أخيك عبد الله بن عمر ، فرددته! فقال له نعيم : لى ابن أخ مضعوف لا يزوجه الرجال ، فإذا تركت لحمى تربا ، فمن يذبّ عنه؟.
وقتل نعيم بن عبد الله شهيدا بالشام ، يوم أجنادين. انتهى.
وقال ابن عبد البر : كان نعيم النحام قديم الإسلام ، يقال إنه أسلم بعد عشرة أنفس قبل الإسلام عمر بن الخطاب ، وكان يكتم إسلامه ، ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة ، لأنه كان ينفق على أرامل بنى عدى وأيتامهم ويمونهم ، فقالوا : أقم عندنا على أى دين شئت ، وأقم على ربك ، واكفنا ما أنت كاف من أمر أراملنا ، فو الله لا يتعرض لك أحد إلا ذهبت أنفسنا جميعا دونك.