وقال النووى فى «التهذيب» : هنيدة بن خالد ، الذى شهد عليا رضى الله عنه ، أقام على رجل حدا. وذكره فى «المهذب» فى باب إقامة الحدود ، وهو بالهاء فى آخره تصغير «هند» ، وهو خزاعى ، ويقال نخعى. وقال فى «المهذب». إنه كندى ، والمعروف ما سبق.
قال ابن أبى حاتم وغيره : كانت أم هنيدة هذا ، تحت عمر بن الخطاب ، ونزل هنيدة بالكوفة ، وذكره ابن عبد البر وابن مندة ، وأبو نعيم ، وغيرهم ، فى كتب الصحابة ، قالوا : واختلفوا فى صحبته. روى عنه أبو إسحاق السبيعى. انتهى.
٢٦٥٢ ـ هيّاج بن عبيد بن حسن الحطّينى ، أبو محمد الفقيه الزاهد ، فقيه الحرم وزاهده ، ومفتى أهل مكة :
سمع الحديث بدمشق وقيساريّة وبغداد ، سمع أبا الحسن على بن موسى السّمسار ، وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطبر ، ومحمد بن عوف المدنى ، وجماعة ، بدمشق. وعلىّ ابن حمّصة بمصر ، وعبد العزيز الأزجىّ ببغداد وأبا ذرّ الهروى بمكة ، وغيرهم ، وحدّث.
روى عنه جماعة ، منهم : هبة الله الشيرازى فى «معجمه» وقال : أخبرنا هياج الزاهد الفقيه ، وما رأت عيناى مثله فى الزهد والورع. وروى عنه محمد بن طاهر المقدسى ، وقال : كان هياج فقيه الحرم. وقال ابن طاهر : كان هياج قد بلغ من زهده ، أنه يصوم ثلاثة أيام ، ويواصل ولا يفطر إلا على ماء زمزم ، وإذا كان آخر اليوم الثالث ، من أتاه بشىء أكله ولا يسأل عنه ، وكان نيف على الثمانين ، وكان يعتمر فى كل يوم ثلاث عمر على رجليه حافيا ، ويدرّس عدة دروس لأصحابه. وكان يزور عبد الله بن عباس رضى الله عنهما بالطائف ، كل سنة مرة ، يأكل بمكة أكلة ، ويأكل بالطائف أخرى.
وكان يزور النبى صلىاللهعليهوسلم مع أهل مكة فى كل سنة ماشيا حافيا ، كان يتوقف إلى يوم الرحيل ، ثم يخرج ، فأول من أخذ بيده ، كان فى مؤونته إلى أن يرجع ، وكان يمشى حافيا من مكة إلى المدينة ذاهبا وراجعا ، ومنذ دخل الحرم ما لبس نعلا ، وكان زاهدا مجتهدا فى العبادة ، ولا يدخر شيئا لغد ، ولا يملك غير ثوب واحد ، يصوم الدهر ، ولا يفطر على الطعام إلا بعد ثلاثة أيام ، ويفطر على ماء زمزم وقت الإفطار ، ورزق الشهادة فى وقعة لأهل السنة ؛ وذلك أن بعض الروافض ، شكا إلى أمير مكة ـ يعنى ابن أبى هاشم ـ أن أهل السنة ينالون منا ويبغضونا ، فأنفذ وأخذ الشيخ هياجا وجماعة من أصحابه ، مثل أبى محمد الأنماطى ، وأبى الفضل بن قوام ، وغيرهما ، وضربهم ، فمات الاثنان فى الحال ، وحمل هيّاج إلى زاويته وبقى أياما ، ومات من ذلك رضى الله