روى له عن النبى صلىاللهعليهوسلم ، اثنان وعشرون حديثا ، على ما ذكر النووى. اتفق الشيخان منها على حديث ، وانفرد البخارى بأربعة ، ومسلم بحديث واحد ، على ما ذكر النووى أيضا.
وروى عن جماعة من الصحابة ، منهم : أبوه ، وخاله عبد الرحمن بن عوف ، والخلفاء الراشدون الأربعة : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلى ، ومعاوية بن أبى سفيان ، والمغيرة ابن شعبة ، وأبو هريرة ، وابن عباس ، وعمرو بن عوف ، حليف بنى عامر.
روى عنه أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف ، وعلى بن الحسين بن على بن أبى طالب ، وسعيد بن المسيّب ، وسليمان بن يسار ، وابن أبى مليكة ، ومروان بن الحكم ، وعروة بن الزبير ، وجماعة. روى له الجماعة.
قال الزبير : وكان المسور ممنّ يلزم عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، ويحفظ عنه ، وكان من أهل الفضل والدين ، ولم يزل مع خاله عبد الرحمن مقبلا ومدبرا فى أمر الشورى ، حتى فرغ عبد الرحمن.
قال الزبير : وحدثنى إبراهيم بن حمزة ، قال : أتى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ببرود من اليمن ، فقسمها بين المهاجرين والأنصار ، وكان فيها برد فائق ، فقال : إن أعطيته أحدا منهم غضب أصحابه ، ورأوا أنى فضلته عليهم ، فدلونى على فتى من قريش نشا نشوة حسنة أعطيه إياه ، فأسموا له المسور بن مخرمة ، فدفعه إليه ، فنظر إليه سعد بن أبى وقاص على المسور ، فقال : ما هذا؟ قال : كسانية أمير المؤمنين. فجاء سعد إلى عمر رضى الله عنه ، فقال : تكسونى هذا وتكسو ابن أخى المسور أفضل منه! قال له : يا أبا إسحاق : إنى كرهت أن أعطيه أحدا منكم ، فيغضب أصحابه ، فأعطيته فتى من قريش نشا نشوة حسنة ، لا يتوهّم فيه أنى أفضّله عليكم. قال سعد : فإنى قد حلفت لأضربن بالبرد الذى أعطيتنى رأسك ، فخضع له عمر رأسه ، وقال : عبدك يا أبا إسحاق ، وليرفق الشيخ بالشيخ ، فضرب رأسه بالبرد.
قال الزبير : ثم انحاز إلى مكة حتى توفى معاوية ، وكره بيعة يزيد ، فلم يزل هنالك حتى قدم الحصين بن نمير ، وحضر عبد الله بن الزبير وأهل مكة ، وكانت الخوارج تغشى المسور بن مخرمة ويعظّمونه ، وينتحلون رأيه ، حتى قتل تلك الأيام ، أصابه حجر المنجنيق ، فمات فى ذلك. انتهى.
وقال ابن عبد البر : بقى بالمدينة إلى أن قتل عثمان ، ثم انحدر إلى مكة ، فلم يزل بها حتى مات معاوية ، وكره بيعة يزيد ، فلم يزل بمكة ، حتى قدم الحصين بن نمير مكة لقتال