قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين [ ج ٦ ]

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين [ ج ٦ ]

75/472
*

ابن الزبير ، وذلك عقب المحرم ، أو صدر صفر ، وحاصر مكة ، وفى حصاره ومحاربته أهل مكة ، أصاب المسور حجر من حجارة المنجنيق ، وهو يصلى فى الحجر ، فقتله ، وذلك مستهل ربيع الآخر سنة أربع وستين ، وصلى عليه ابن الزبير بالحجون.

قال : وقيل : كانت وفاته ، يوم جاء نعى يزيد إلى ابن الزبير ، وحصين بن نمير محاصر لابن الزبير ، وجاء نعى يزيد مكة ، يوم الثلاثاء غرة ربيع الآخر سنة أربع وستين. وذكر ابن عبد البر ، أنه توفى وهو ابن اثنتين وستين سنة. انتهى.

وقال الواقدى : مات بسنة أربع وستين ، وصلّى عليه ابن الزبير بالحجون.

وقال عمرو بن على : أصاب المسور بن مخرمة المنجنيق ، وهو يصلّى فى الحجر ، فمكث خمسة أيام ثم مات ، ومات فى ربيع الآخر سنة أربع وستين ، وهو يومئذ ابن ثلاث وستين سنة. وقيل ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين ، فقدم به أبوه المدينة فى عقب ذى الحجة سنة ثمان ، عام الفتح ، وهو ابن ست سنين ، وكان مروان ولد معه فى تلك السنة ، وقيل إنه قتل مع الزبير سنة ثلاث وسبعين ، والأول أصح على ما قال المزى.

قال ابن عبد البر : وهو معدود فى المكيين.

وكان المسور لفضله ودينه وحسن رأيه ، تغشاه الخوارج وتعظّمه ، وتنتحل رأيه ، وقد برّأه الله منهم. روى ابن القاسم عن مالك قال : بلغنى أن المسور بن مخرمة ، دخل على مروان ، فجلس معه وحادثه ، فقال المسور لمروان فى شىء سمعه منه : بئس ما قلت ، فركضه مروان برجله ، فخرج المسور ، ثم إن مروان نام ، فأتى فى المنام ، فقيل له : ما لك وللمسور! (كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً) [الإسراء : ٨٤] قال : فأرسل مروان إلى المسور ، فقال : إنى زجرت عنك فى المنام ، وأخبره بالذى رأى ، فقال له المسور : لقد نهيت عنى فى اليقظة والنوم ، وما أراك تنتهى! وهو القائل [من الطويل] :

أيشربها صرفا يفض ختامها

أبو خالد ويجلد الحد مسور

ولذلك قصة ذكرها صاحب العقد ، فقال : وكان المسور بن مخرمة جليلا فقيها ، وكان يقول فى يزيد بن معاوية ، إنه يشرب الخمر ، فبلغه ذلك ، فكتب إلى عامله بالمدينة ، أن يجلده الحدّ ، ففعل فقال المسور بن مخرمة فى ذلك :

أيشربها صرفا يفض ختامها

أبو خالد ويجلد الحد مسور