قال له : كأنى بزوجتك قد قالت لك : أين طرائف العراق : بزّها وخزّها وعراضاتها؟ ما كان لنا معك نصيب؟ ثم أخرج صرّة قد حملها معه ، فيها خمسمائة دينار ، فقال : أقسمت عليك إلا جعلت هذه لها عوضا من هدايا العراق ، وودّعه وانصرف.
وذكر الزبير فى وفاة الحكم بن المطلب خبرا طريفا ، لأنه قال : وسمعت القاسم بن محمد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف ، يحدّث أبى بمنى ، فى سنة أربع وتسعين ومائة ، قال : أخبرنى حميد بن معيوف ، عن أبيه ، قال : كنت فيمن حضر الحكم بن المطلب عند موته ، فلقى من الموت شدة ، فقلت ـ أو قال رجل ممن حضره ، وهو فى غشيه ـ : اللهم هوّن عليه ، فإنه كان وكان ـ يثنى عليه ـ وقال : فأفاق فقال : من المتكلم؟ فقال المتكلم : أنا. قال : إن ملك الموت عليهالسلام يقول لك : إنى بكل سخىّ رفيق ، فكأنما كانت فتيلة أطفئت. انتهى.
ولم يمت الحكم حتى تزهد بثغر منبج ، وفيه يقول الراتجى يرثيه ، على ما روى الزبير ابن بكار عن عمه [من البسيط] :
ما ذا بمنبج لو نبش مقابرها |
|
من التهرّم بالمعروف والكرم |
سألوا عن الجود والمعروف أين هما |
|
فقلت إنهما ماتا مع الحكم |
ماتا مع الرجل الموفى بذمته |
|
قبل السؤال إذا لم يوف بالذمم |
٢٤٧٦ ـ مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب بن لؤى القرشى العدوى :
كان اسمه العاص ، فسماه رسول الله صلىاللهعليهوسلم «مطيعا». وقال لعمر بن الخطاب : «إن ابن عمك العاصى ليس بعاص ، ولكنه مطيع» ويروى فى سبب تسمية رسول اللهصلىاللهعليهوسلم إياه مطيعا ، خبر ، ذكره الزبير بن بكار ، فقال : حدثنى إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس ، حدثنى أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد ، عن أبان بن عثمان ، قال : جلس النبى صلىاللهعليهوسلم على المنبر ، فقال : اجلسوا. فدخل العاصى بن الأسود ، فسمع النبى صلىاللهعليهوسلم يقول : اجلسوا ، فجلس. فلما نزل النبى صلىاللهعليهوسلم ، جاء العاص إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما لى لم أرك فى الصلاة؟. فقال : بأبى أنت وأمى ، دخلت ، فسمعتك تقول :
__________________
٢٤٧٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٥٨٥ ، الإصابة ترجمة ٨٠٤٩ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٥٤ ، الثقات ٣ / ٤٠٥ ، التاريخ الصغير ١ / ٦١ ، الرياض المستطابة ٢٦١ ، المتحف ٣٢٤ ، الطبقات ٢٣ ، عنوان النجابة ١٥٧ ، بقى بن مخلد ٨٦٩ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٨٠ ، الكاشف ٣ / ١٥١ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٤ ، التاريخ الكبير ٨ / ٤٧ ، الجرح والتعديل ٨ / ٣٩٩ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٣٣٧ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٨١).