وحج بالناس غير مرة [......](٦) وصنع بمكة مآثر حسنة ، منها : أنه اشترى من عقيل بن أبى طالب ، دار خديجة بنت خويلد ، زوج النبى صلىاللهعليهوسلم ، التى بنى بها فيها النبىصلىاللهعليهوسلم ، وولدت فيها أولادها من النبى صلىاللهعليهوسلم ، وماتت فيها ، وهى الموضع المعروف قديما بزقاق العطارين بمكة ، وتعرف الآن بمولد فاطمة ، وجعلها معاوية مسجدا. ودام معاوية فى الخلافة حتى مات.
واختلف فى مقدار مدة إمرته بالشام وخلافته ، فقيل : كان أميرا عشرين سنة ، وخليفة عشرين سنة ، وثمانية وعشرين يوما ، قاله ابن إسحاق. وقيل : كانت خلافته تسع عشرة سنة ونصفا ، قاله الوليد بن مسلم. وقيل : كانت خلافته تسع عشرة سنة ، وثلاثة أشهر ، وعشرين يوما ، حكاه ابن عبد البر ، ولم يبين قائله. وقال : إن إمرته بالشام كانت نحوا من عشرين سنة.
واختلف فى وفاته ، فقيل : سنة ستين من الهجرة فى رجب ، قاله ابن إسحاق ، والليث ابن سعد ، والوليد بن مسلم ، واختلف فى تاريخها من رجب فقيل : فى النصف منه ، قاله ابن إسحاق ، وقيل : لأربع ليال بقين منه ، قاله الليث بن سعد. وقيل : إنه توفى سنة تسع وخمسين ، يوم الخميس لثمان بقين من رجب ، ذكره ابن عبد البر ، ولم يعزه ، وكذلك المزى.
واختلفوا فى سنه ، فقيل : كان ابن ثمان وسبعين ، وقيل : ابن ست وثمانين ، ذكرهما ابن إسحاق ، وقيل ابن ثلاث وثمانين سنة ، حكاه ابن عبد البر ، من جملة قول من قال : إنه توفى سنة تسع وخمسين. واتفقوا على أنه توفى بدمشق ، وقبره بها مشهور [.......](٧):
ولما احتضر ، كان يتمثل بقول القائل [الوافر](٨) :
فهل من خالد إما هلكنا |
|
وهل بالموت يا للناس عار |
ولما حضره الموت ، قال لابنه يزيد : إنى صحبت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فخرج لحاجته ، فتبعته بإدواة ، فكسانى أحد ثوبيه الذى كان يلى جلده ، فخبأته لهذا اليوم ، وأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أظفاره وشعره ذات يوم ، فأخذته وخبأته لهذا اليوم ، فإن أنا مت ، فاجعل ذلك القميص دون كفنى مما يلى جلدى ، وخذ ذلك الشعر والأظفار ، فاجعله فى فمى ،
__________________
(٦) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(٧) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(٨) انظر البيت فى الاستيعاب ترجمة ٢٤٦٤.