وعلى عينى ، ومواضع السجود منى ، فإن نفع شىء ، فذاك ، وإلا فإن الله غفور رحيم.
ويقال : إنه لما نزل به الموت ، قال : ياليتنى كنت رجلا من قريش بذى طوى ، وأنى لم أنل من هذا الأمر شيئا.
وقال الليث : إنه أول من جعل ابنه ولى العهد خليفة بعده فى صحته.
قال ابن عبد البر : قال الزبير : هو أول من اتخذ ديوان الخاتم ، وأمر بهدايا النيروز والمهرجان ، واتخذ المقاصير فى الجوامع ، وأول من قتل مسلما صبرا حجرا وأصحابه ، وأول من أقام على رأسه حرسا ، وأول من قيدت بين يديه الجنائب ، وأول من اتخذ الخدام الخصيان فى الإسلام ، وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة (٩) ، وكان يقول : أنا أول الملوك. انتهى.
ومن أولياته على ما فى كتاب الأزرقى : أنه أول من طيب الكعبة من بيت المال ، وأجرى لها وظيفة الطيب عند كل صلاة ، وأول من أجرى الزيت لقناديل المسجد الحرام ، من بيت المال ، وأول من خطب على منبر بمكة.
وقال أبو عبد رب : رأيت معاوية يصفر لحيته كأنها الذهب. وروى ابن وهب ، عن مالك قال : قال معاوية : لقد نتفت الشيب ، كذا وكذا سنة. قال النووى : وكان معاوية أبيض جميلا يخضب [..............](١٠)
وكان معاوية نهاية فى الحلم والدهاء ، وله فى ذلك أخبار مشهور.
ومن أخباره فى ذلك ، ما ذكره الزبير فى كتابه قال : وحدثنى على بن صالح قال : حدثنى أبو أيوب يحيى بن سعيد ـ من ولد سعيد بن العاص ـ عن عثمان بن عبد الله ، عن معمر ، عن الزهرى ، قال : قدم المسور بن مخزومة على معاوية ، قال : فلما دخلت وسلمت ، قال لى : ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟ قال : قلت : ارفضنا من هذا يا أمير المؤمنين ، وأحسن فيما قدمنا له. قال : عزمت عليك لتخبرنى بذات نفسك ، فو الله ما ترك شيئا كنت أعيبه عليه إلا عبته له. قال : فلما فرغت ، قال : لا تبرأ من الذنب ، فهل لك يا مسور ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله عزوجل! قلت : نعم ، فما يجعلك أحق أن ترجو المغفرة منى ، والله لما إلىّ من إقامة الحدود والجهاد فى سبيل الله تعالى ، والإصلاح من الناس أعظم ، وإنى لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات ، ويعفو فيه
__________________
(٩) فى الاستيعاب : «رقاة».
(١٠) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.