عن السيئات ، والله ما كنت لأخير بين الله عزوجل وغيره ، إلا اخترت الله عزوجل على ما سواه.
فكان المسور إذا ذكره استغفر له ، وقال : خصمنى.
ومنها على ما ذكر الزبير : أن سعيد بن عثمان بن عفان رضى الله عنه ، قدم على معاوية ، فقال له معاوية : يا ابن أخى ، ما شىء يقوله أهل المدينة؟ فقال : ما يقولون؟ قال : قولهم :
والله لا ينالها يزيد |
|
حتى ينال راشد الحديد |
إن الأمير بعده سعيد |
قال : ما تنكر من ذلك يا معاوية؟ ، والله إن أبى لخير من أبى يزيد ، ولأمى خير من أم يزيد ولأنا خير منه. ولقد استعملناك فما عزلناك بعد ، ووصلناك فما قطعناك ، ثم صار فى يديك ما قد ترى ، فحلأتنا عنه أجمع.
فقال له معاوية : يا بنى : أما قولك : إن أبى خير من أبى يزيد ، فقد صدقت ، عثمان خير من معاوية. وأما قولك : أمى خير من أم يزيد ، فقد صدقت ، امرأة من قريش ، خير من امرأة من كلب ، وبحسب امرأة أن تكون من صالح نساء قومها. وأما قولك : إنى خير من يزيد ، فو الله ما يسرنى أن حبلا بينى وبين أهل العراق ، ثم نظم فيه أمثالك به!. ثم قال معاوية لسعيد بن عثمان : الحق بعمك زياد ابن أبى سفيان ، فإنى قد أمرته أن يوليك خراسان. وكتب إلى زياد : أن وله ثغر خراسان ، وابعث على الخراج رجلا جلدا حازما ، فقدم عليه ، فولاه ، وتوجه سعيد إلى خراسان على ثغرها ، وبعث زياد أسلم بن زرعة الكلابى معه على الخراج.
ومنها على ما قال الزبير : حدثنى عمى مصعب بن عبد الله ، عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير ـ أو غير عبد الله ـ وحدثنيه محمد بن الضحاك الحزامى ، عن أبيه : أن عمرو بن عثمان اشتكى ، فكان العواد يدخلون عليه ، فيخرجون ، ويتخلف مروان بن الحكم عنده ، فيطيل. فأنكرت رملة بنت معاوية ذلك ، فخرقت كوة ، فاستمعت على مروان ، فإذا هو يقول لعمرو : ما أخذ هؤلاء ـ يعنى بنى حرب بن أمية ـ الخلافة إلا باسم أبيك! فما يمنعك أن تنهض بحقك؟ فلنحن أكثر منهم رجالا! منا فلان ، ومنهم فلان ، ومنا فلان ، ومنهم فلان ، حتى عدد رجالا ، ثم قال : ومنا فلان ، وهو فضل ، وفلان أفضل ، حتى عدد فضول رجال بنى أبى العاص ، على رجال بنى حرب.