فشترها وقال : أولى لك ، أما والله لو لا شهادة عمر ولك لضربت عنقك ، انطلقوا به إلى السجن ، فانطلقوا به إلى السجن فحبس فيه فلم يزل في السجن حتى قتل الحسين. ثم إن المختار بعث إلى زائدة بن قدامة فسأله [أن يسير](١) إلى عبد الله بن عمر فيسأله أن يكتب له إلى يزيد بن معاوية. فيكتب (٢) له إلى عبيد الله بن زياد بتخلية سبيله ، فركب زائدة إلى عبد الله بن عمر فقدم عليه فبلّغه رسالة المختار ، وعلمت صفية أخت المختار بحبس أخيها وهي تحت عبد الله بن عمر ، فبكت وجزعت فلما رأى ذلك عبد الله بن عمر كتب مع زائدة إلى يزيد بن معاوية : أما بعد ، فإن عبيد الله بن زياد حبس المختار وهو صهري ، وأنا أحب أن يعافا ويصلح ، فإن رأيت رحمنا الله وإياك أن تكتب إلى ابن زياد فتأمره بتخليته فعلت ، والسلام عليك.
فمضى زائدة على رواحله بالكتاب ، حتى قدم به على يزيد بالشام ، فلما قرأه ضحك ثم قال : يشفع أبا عبد الرّحمن ، وأهل ذلك [هو](٣) فكتب له إلى عبيد الله بن زياد : أما بعد ، فخلّ سبيل المختار بن أبي عبيد حين تنظر في كتابي ، والسلام عليك.
فأقبل به زائدة حتى دفعه إلى ابن زياد ، فدعا ابن زياد بالمختار ، فأخرجه ثم قال : قد أجّلتك ثلاثا فإن أدركتك بالكوفة بعدها فقد برئت منك الذمة. فخرج إلى رحله. وقال ابن زياد : والله لقد اجترأ عليّ زائدة (٤) حيت ترحّل إلى أمير المؤمنين حتى يأتيني بالكتاب بتخلية رجل ، قد كان من شأني أن أطيل حبسه ، عليّ به ، فمرّ به عمرو بن نافع أبو عثمان ـ كاتب ابن زياد ـ وهو يطلب ، فقال : النجا بنفسك ، واذكرها يدا لي عندك.
قال : فخرج زائدة فتوارى يومه ذلك ثم إنه خرج في أناس من قومه حتى أتى القعقاع بن شور الذّهلي ، ومسلم بن عمرو الباهليّ ، فأخذا له من ابن زياد الأمان.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أبو عبد الله النهاوندي ، نا أحمد بن عمران الانساني ، نا موسى بن زكريا التّستري ، نا خليفة بن خياط العصفري (٥) ، قال : ثم خرج شبيب ـ يعني ـ ابن يزيد الخارجي ـ عن الكوفة فوجّه
__________________
(١) الزيادة المستدركة عن الطبري.
(٢) عن الطبري وبالأصل : فكتب.
(٣) الزيادة المستدركة عن الطبري.
(٤) بالأصل : زيادة» والصواب عن الطبري.
(٥) تاريخ خليفة بن خياط ص ٢٧٥ حوادث سنة ٧٦.