وسكت ، وأما الحسين فأخذ كتابه (١) ولم يقرأه ، وأما ابن عباس فقرأ كتابه وجعل يقول : كذب كذب ، ثم أنشأ يحدث قال : إني لمّا (٢) كنت بالبصرة كبر الناس بي تكبيرة ، ثم كبروا الثانية ، ثم كبروا الثالثة ، فدخل عليّ زياد فقال : هل أنت مطيعي يستقم لك الناس؟ فقلت : ما ذا قال : أرسل إلى فلان وفلان وفلان ـ ناس من الأشراف ـ تضرب أعناقهم يستقم لك الناس. فعلمت أنه إنما صنع بحجر وأصحابه مثل ما أشار به عليّ.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط ، قال : وفيها ـ يعني سنة أربع وأربعين ـ كان من أمر معاوية ، وزياد الذي كان (٣).
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا ، أنا محمد بن علي بن محمد الخياط ، أنا أحمد بن عبيد الله بن الخضر ، أنا أحمد بن طالب الكاتب ، حدثني أبي أبو طالب عن علي بن محمد ، حدثني محمد بن محمد بن مروان بن عمر القرشي ، حدثني محمد بن أحمد ـ يعني أبا بكر الخزاعي ـ ، حدثني جدي عن محمد بن الحكم ، عن عوانة ، قال : كان علي بن أبي طالب استعمل زيادا على فارس فلما أصيب علي وبويع معاوية احتمل المال ودخل قلعة من قلاع فارس تسمى قلعة زياد فأرسل معاوية حين بويع بسر بن أبي أرطأة يجول في العرب لا يأخذ رجلا عصى معاوية ولم يبايع له إلّا قتله حتى انتهى إلى البصرة ، فأخذ ولد زياد فيهم عبيد الله ، فقال : والله لأقتلنهم أو ليخرجن زياد من القلعة ، فركب أبو بكرة إلى معاوية فأخذ أمانا لزياد وكتب كتابا إلى بسر بإطلاق بني زياد من القلعة حتى قدم على معاوية فصالحه على ألف ألف ثم أقبل فلقيه مصقلة بن هبيرة وافدا إلى معاوية فقال له : يا مصقلة متى عهدك بأمير المؤمنين؟ قال : فأما أول قال كم أعطاك قال : عشرين ألفا ، قال : فهل لك أن أعطيكها على أن أعجل لك عشرة آلاف وعشرة آلاف إذا فرغت على أن تبلغه كلاما؟ قال : نعم ، قال : قل له إذا انتهيت إليه إياك زياد وافدا كلّ برّ العراق وبحره فجعلك فصالحته على ألفي ألف ، والله ما أرى الذي يقال لك إلّا حقا ، قال : نعم ، ثم أتى معاوية ذلك ، فقال له ذلك ، فقال له معاوية : وما يقال يا
__________________
(١) في مختصر ابن منظور : فأخذ كتابه فمزقه ولم يقرأه.
(٢) بالأصل : ما.
(٣) كذا بالأصل وتاريخ خليفة بن خياط ص ٢٠٧.