فأحذركم الله الذي حذركم نفسه ، وأوصيكم بتعجيل ما أخرت العجزة حتى صاروا إلى دار ليست لهم منها أوبة ولا يقدرون فيها على توبة ، وأنا أستخلف الله عليكم ، وأستخلفه منكم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني زكريا بن يحيى ، عن عبد السلام بن مطهّر ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبد ربه عن أبي كعب الجرموزي ، أن زيادا لما قدم الكوفة ، قال : أي أهل الكوفة أعبد؟ قيل : فلان الحميري ، فأرسل إليه فأتاه فإذا سمت ونحو ، فقال زياد : لو مال هذا مال أهل الكوفة معه ، فقال له : إني بعثت إليك لخير ، قال : قال : إني إلى الخير لفقير ، قال : بعثت إليك لأنولك وأعطيك على أن تلزم بيتك فلا تخرج؟ قال سبحان الله! والله لصلاة واحدة في جماعة أحبّ إليه من الدنيا كلها ، ولزيارة أخ في الله ، وعيادة مريض أحب إليّ من الدنيا كلها ، فليس إلى ذلك سبيل ، قال : فاخرج وصلّ في جماعة وزر إخوانك ، وعد المريض ، والزم شأنك ، قال : سبحان الله أرى معروفا لا أقول فيه؟ أرى منكرا لا أنهى عنه؟ فو الله لمقام من ذلك واحد أحبّ إليّ من الدنيا كلها ، قال : يا أبا فلان ، قال جعفر : أظن الرجل أبا المغيرة ، فهو السيف ، قال : السيف ، فأمر به فضربت عنقه ، قال جعفر : فقيل لزياد وهو في الموت أبشر قال : كيف وأبو المغيرة بالطريق؟!.
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي ، قالوا : أنا أبو أحمد ، ـ زاد أحمد ، ومحمد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (١) : قال عبد الله بن محمد ، نا وهب بن جرير ، نا أبي ، نا محمد بن الزبير الحنظلي ، عن فيل (٢) مولى زياد قال : قتل حجر بن الأدبر ، وملك زياد العراق خمس سنين ، ثم مات سنة ثلاث وخمسين.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد ، قالت : أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ، نا محمد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد الزهري ، قال :
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٤ / ١٤٠ في ترجمة فيل مولى زياد.
(٢) غير واضحة بالأصل ، ورسمها بالأصل وم : «قيل» والصواب عن البخاري.