أخبرني عن ليلة القدر ، فإن ابن مسعود يقول : من يقم الحول يصبها ، فقال : والله لقد علم عبد الله أنها في رمضان ، ولكنه عمّى عن الناس لكي لا يتكلوا ، والله الذي أنزل الكتاب على محمد أنها لفي رمضان ، وإنها ليلة سبع وعشرين.
فقلت : يا أبا المنذر ، أنّى (١) علمت ذلك؟ قال : بالآية التي (٢) أنبأنا بها محمد صلىاللهعليهوسلم فعددنا وحفظنا ، فإنها والله لهي ما يستثنى قال : فقلت : وما الآية؟ قال : إنها تطلع ليس لها شعاع حتى ترتفع.
وكان عاصم ليلتئذ من السحر لا يطعم طعاما حتى إذا صلى الفجر صعد على الصومعة فنظر إلى الشمس حين تطلع لا شعاع لها حتى تبيض وترتفع.
أخبرنا أبو الفضل محمد بن سليمان بن الحسن بن عمرو العبدي الزاهد ، وأبو طاهر محمد بن أبي بكر بن محمد بن عبد الله السّنجي المؤذن بمرو ، قالا : أنا أبو بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي الفقيه ، قدم علينا مرو ، أنا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن متّ السمرقندي الكاغدي ، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل الشاشي النحوي ، عن عاصم ، عن زرّ ، قال : خرجت في وفد من أهل الكوفة وأيم الله إن حرص على الوفادة أو ذلك إلّا للقاء أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم المهاجرين والأنصار ، فلما قدمت المدينة أتيت أبيّ بن كعب ، وعبد الرّحمن بن عوف ، فكانا جليسي وصاحبي ، فقال أبيّ : يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلّا سألتني عنها ، قال : فقلت : في أي شيء أتيه فقلت : يا أبا المنذر رحمك الله اخفض لي جناحك ، فإنما أتمتع منك تمتعا (٣) ، فقلت : أخبرني عن ليلة القدر ، وذكر معناه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السلمي ، وأبو القاسم السمرقندي ، نا عبد العزيز [بن] أحمد الكتّاني ، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم التميمي ، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زيان الكندي ، نا هشام بن عمّار ، نا صدقة بن خالد ، نا أبو جابر ، حدثني عيسى بن طلحة الأسدي ، قال : سمعت زرّ بن حبيش من
__________________
(١) بالأصل : أنا.
(٢) بالأصل : الذي.
(٣) بالأصل : «أتمنع منك تمنعا» والصواب ما أثبت قياسا إلى الرواية السابقة وسير الأعلام ٤ / ١٦٩ والعبارة مهملة بدون نقط في م.