وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قالا : نا محمد بن سعد (١) ، نا جارية بن أبي عمران ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، قال : كان عمر يستخلف زيد بن ثابت في كل سفر ـ أو قال (٢) : سفر يسافره ـ وكان يفرّق الناس في البلدان ، ويوجهه في الأمور المهمة ، ويطلب إليه الرجال المسمّون فيقال له زيد بن ثابت ، فيقول : لم يسقط عليّ مكان زيد ، ولكن أهل البلد يحتاجون إلى زيد ، فيما يجدون عنده فيما يحدث لهم ما لا يجدون عند غيره (٣).
قالا : وحدّثنا محمد بن سعد (٤) ، نا محمد بن عمر ، نا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن موسى بن ميسرة ، عن سالم بن عبد الله ، قال : كنا مع ابن عمر يوم مات زيد بن ثابت ، فقلت : مات عالم الناس ـ زاد ابن أبي الدنيا : اليوم ، وقالا : ـ فقال ابن عمر : ـ يرحمهالله ـ اليوم فقد كان عالم الناس في خلافة عمر وحبرها ، فرّقهم عمر في البلدان ونهاهم أن يفتوا برأيهم ، وحبس زيد بن ثابت بالمدينة [يفتي أهل المدينة](٥) وغيرهم من الطّرّاء ـ يعني القدّام ـ.
قالا : ونا ابن سعد (٦) ، نا محمد بن عمر ، نا محمد بن مسلم جمّاز ، عن عثمان بن حفص بن خلدة الزّرقيّ ، عن الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب ، وابن (٧) حلحلة ، قال : كان زيد بن ثابت مترئّسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض في عهد عمر ، وعثمان ، وعلي في مقامه بالمدينة ، وبعد ذلك ـ وقال ابن أبي الدنيا : في السنة ـ خمس سنين حتى ولي معاوية سنة أربعين ، فكان كذلك أيضا حتى توفي زيد سنة خمس وأربعين.
قالا : وقال ابن سعد (٨) : أنا محمد بن عمر ، نا عبد الحميد بن عمران بن أبي
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٥٩.
(٢) بالأصل : أو قل ، والمثبت عن ابن سعد وم.
(٣) بالأصل : غيرهم ، والصواب عن ابن سعد وم.
(٤) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦١ وفيه : وجلس بدل وحبس ، ونقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٣٤.
(٥) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
(٦) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٦٠.
(٧) في ابن سعد : ذؤيب بن حلحلة.
(٨) ابن سعد ٢ / ٣٥٩ وسير الأعلام ٢ / ٤٣٤.