علي بن الجعد ، أنا شعبة ، عن سيار ، قال : سمعت الشعبي قال : كان بين عمر وأبيّ خصومة قال عمر : اجعل بيني وبينك رجلا ، فجعلا بينهما زيدا ، فأتياه ، قال : فقال عمر : أتيناك لتحكم بيننا ، وفي بيته يؤتى الحكم ، فلما دخلا عليه أجلسه معه على صدر فراشه ، فقال : هذا أول جورك ، جرت في حكمك ، أجلسني وخصمي فجلسا قال : فقصّا عليه القصة ، فقال زيد لأبيّ : اليمين على أمير المؤمنين وإن شئت أعفيته قال : فأقسم عمر على ذلك ، ثم أقسم له لا تدرك باب القضاء حتى لا يكون لي عندك على أحد فضيلة.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنا أبو حازم الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خميرويه ، أنا أحمد بن نجدة القرشي ، أنا سعيد بن منصور ، نا هشيم ، نا سنان ، نا الشعبي ، كان بين عمر بن الخطاب ، وبين أبيّ بن كعب تداوي في شيء وادّعى أبي على عمر (١) ، فأنكر ذلك فجعلا بينهما زيد بن ثابت ، فأتياه في منزله فلما دخلا عليه قال له عمر : أتيناك لتحكم بيننا وفي بيته يؤتى الحكم ، فوسع له زيد عن صدر فراشه ، فقال : هاهنا يا أمير المؤمنين ، فقال له عمر : لقد جرت في القضاء ، ولكن أجلس مع خصمي فجلسا بين يديه ، فادّعى أبيّ ، وأنكر عمر ، فقال زيد لأبي : اعف عن أمير المؤمنين من اليمين ، وما كنت لا سلما لأحد غيره ، فحلف عمر ثم أقسم لا يدرك زيد بن ثابت القضاء حتى يكون عمر ورجل من عرض المسلمين عنده سواء.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٢) ، أنا عفان بن مسلم ، نا عبد الواحد بن زياد ، نا الحجاج بن أرطأة ، عن نافع ، قال : استعمل عمر بن الخطاب زيد بن ثابت على القضاء ، وفرض له رزقا (٣).
قال : وأنا محمد بن عمر ، حدّثني مجمع بن يعقوب ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش ، قال : كان بنو عمرو بن عوف قد أجلبوا على عثمان ، وكان زيد بن ثابت يذبّ عنه ، فقال له قائل منهم : وما يمنعك؟ ما أقلّ والله من الخزرج من له
__________________
(١) سقطت من الأصل ، وكتبت بين السطرين.
(٢) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٥٩.
(٣) بالأصل : «ورما» والصواب عن ابن سعد.