من عضدان (١) العجوة مالك.
قال : فقال زيد بن ثابت اشتريت بمالي ، وقطع لي إمامي عمر بن الخطاب ، فقطع لي إمامي عثمان بن عفان.
فقال له ذلك الرجل : أعطاك عمر بن الخطاب عشرين ألف دينار؟ قال : لا ، ولكن عمر كان يستخلفني على المدينة ، فو الله ما رجع من مغيب قط إلّا قطع لي حديقة من نخل.
قال : وأنا محمد بن عمر ، حدّثني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، وإبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت ، قالا : لما حصر عثمان أتاه زيد بن ثابت فدخل عليه الدار فقال له عثمان : أنت خارج [الدار](٢) أنفع لي منك هاهنا ، فذبّ عني ، فخرج فكان يذبّ الناس ويقول لهم فيه ، حتى رجع لقوله أناس من الأنصار ، وجعل يقول : يا للأنصار كونوا أنصار الله ـ مرتين ـ انصروه والله إن دمه لحرام.
فجاء أبو حبّة المازني مع ناس من الأنصار ، فقال : ما يصلح لنا معك أمر ، فكان بينهما كلام ، ثم أخذ تلبيب زيد بن ثابت ، هو وأناس معه فمرّ به ناس من الأنصار فلما رأوهم أرسلوه. وجعل رجل منهم يقول لأبي حبّة أتصنع هذا برجل لو مات الليلة ما دريت ما ميراثك من أبيك؟.
أخبرنا أبو الفضل الفضيلي ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، وأبو بكر أحمد بن يحيى ، قالوا : أنا أبو الحسن الداودي ، أنا عبد الله بن أحمد ، أنا عيسى بن عمر بن العباس ، أنبأ عبد الله بن عبد الرحمن ، أنا محمد بن عيسى ، نا يوسف الماجشون ، قال : قال ابن شهاب : لو هلك عثمان وزيد في بعض الزمان ليهلك علم الفرائض ، لقد أتى على الناس زمان وما يعلمها غيرهما (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٤) ، نا عقبة بن مكرم (٥) ، نا
__________________
(١) عضدان جمع عضيد وهي النخلة التي لها جذع يتناول منها المتناول.
(٢) الزيادة عن سير الأعلام ٢ / ٤٣٥ وفيها مستدركة بين معكوفتين.
(٣) الخبر في سير الأعلام ٢ / ٤٣٦.
(٤) المعرفة والتاريخ ١ / ٤٨٦.
(٥) في المعرفة والتاريخ : أبو هاشم زياد بن أيوب.