وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا حجاج بن أبي منيع ، حدثني جدي ، عن الزّهري ، قال : وأما أم كلثوم بنت علي فتزوجها عمر بن الخطاب ، فولدت له زيد بن عمر ضرب ليالي قتال ابن مطيع ضربا لم يزل يتهم (١) منه حتى توفي.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ، ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر محمد بن أحمد ، أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال في تسمية ولد عمر بن الخطاب : وزيد بن عمر ، ورقيّة بنت عمر تزوجها إبراهيم بن نعيم بن عبد الله بن أسيد بن (٢) عوف بن عبيد بن عويج (٣) بن عدي بن كعب ، فولدت له جارية (٤) ، وماتت الجارية وأمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، وأمها فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان عمر بن الخطاب خطب أم كلثوم إلى علي بن أبي طالب ، فقال علي : إنها صغيرة ، فقال عمر : زوّجنيها يا أبا الحسن فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد ، فقال له علي : أنا أبعثها إليك ، فإن رضيت فقد زوّجتكها ، فبعثها إليه ببرد وقال لها قولي له : هذا البرد الذي قلت لك ، فقالت ذلك لعمر ، فقال : قولي له قد رضيته (٥) ، رضي الله عنك ، ووضع يده على ساقها فكشفها فقالت له : أتفعل هذا؟ لو لا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ، ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر ، وقالت : بعثتني إلى شيخ سوء؟ فقال : مهلا يا بنية فإنه زوجك ، فجاء عمر بن الخطاب إلى مجلس المهاجرين في الروضة وكان يجلس فيه المهاجرون الأولون فجلس إليهم ، فقال : رفّئوني فقالوا : بما ذا يا أمير المؤمنين؟ قال : تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «كلّ نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلّا نسبي وسببي وصهري» ، فكان لي به صلىاللهعليهوسلم النّسب والسّبب ، وأردت أن أجمع إليه الصهر. فزفّوه [٤٥٥٤].
قال الزبير : وأما زيد بن عمر بن الخطاب فكان له ولد فانقرضوا.
__________________
(١) كذا بالأصل وم.
(٢) في نسب قريش للمصعب ص ٣٤٩ أسيد بن عبد بن عوف.
(٣) رسمها غير واضح بالأصل والصواب عن نسب قريش.
(٤) بالأصل : حارثة ، والمثبت عن نسب قريش.
(٥) عن م وبالأصل : رضيت.