وحدثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي ، حدثني سعيد بن عبد الكبير عن (١) عبد الحميد (٢) بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، وأمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، وكان سبب (٣) ذلك أن حربا وقعت فيما بين عدي بن كعب ، فخرج عبد الله بن مطيع يطلع ما سببه ، وبلغ ذلك عبد الله وسليمان ابني أبي جهم فخرجا يرصدانه لرجعته ، وأتى الخبر أخويهما فخرجوا إليهما ، وتداعى الفريقان ، وانصرف عبد الله بن مطيع ممسيا (٤) ، فالتقوا بالبقيع فاقتتلوا وتنول (٥) ابن مطيع بعصا فأدركت مؤخر السرج فكسرته ، وأقبل زيد بن عمر ليحجز بينهم وينهى بعضهم عن بعض ، فخالطهم فضربه رجل منهما في الظلمة وهو لا يعرفه ضربة على رأسه فشجّه وصرع عن دابته ، وتنادى القوم : زيد زيد فتفرقوا ، وأسقط في أيديهم ، وأقبل عبد الله بن مطيع ، فلما رآه صريعا نزل فأكبّ عليه فناداه يا زيد بأبي أنت وأمي ، مرتين أو ثلاثا ، ثم أجابه ، فكبّر ابن مطيع وأخذه فحمله على بغلته حتى أداه إلى منزله ، فدوي زيد من شجته حتى أقبل ، وقيل : قد برأ ، وكان يسأل عن من ضربه فلا يسميه ، ثم إن الشجّة انتقضت بزيد بن عمر فلم يزل منها مريضا ، وأصابه بطن فهلك رحمة الله عليه.
قال عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، وقد ذكر بعض أهل العلم : أنه وأمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، مرضا (٦) جميعا وثقلا ونزل بهما ، وأن رجالا مشوا بينهما لينظروا أيهما يقبض أولا فيورث منه الآخر وأنهما قبضا في ساعة واحدة ، فلم يدر أيهما قبض قبل صاحبه ، وقال في ذلك عبد الله بن عامر بن ربيعة حليف بني الخطاب (٧) :
إنّ عديا ليلة البقيع |
|
تفرقوا (٨) عن رجل صريع |
__________________
(١) بالأصل وم : بن ، خطأ.
(٢) انظر ترجمة عبد الحميد ، في سير الأعلام ٥ / ١٤٩.
(٣) كذا بالأصل ، ويعني سبب قتل زيد بن الخطاب.
(٤) في مختصر ابن منظور ٩ / ١٦١ مشيا.
(٥) بالأصل : وتقول ، وفي م : «وول؟؟؟» والمثبت عن المختصر.
(٦) بالأصل : منها ، والمثبت عن الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٨.
(٧) الرجز في نسب قريش ص ٣٥٢ ـ ٣٥٣ قال : وكانت بين بني جهم حروب فخرج (زيد) يحجز بينهم ، فأصيب تحت الليل ، ولا يعرف ، فقتل.
(٨) نسب قريش : تفرجوا.