فصنّعت ، ثم أمر ببرد فطواه ثم قال : انطلقي بهذا إلى أمير المؤمنين فقولي : أرسلني أبي يقرئك السلام ويقول : إن رضيت البرد فأمسكه وإن سخطته فردّه ، فلما أتت عمر قال : بارك الله فيك وفي أبيك ، فقد رضينا ، قال : فرجعت إلى أبيها ، فقالت : ما نشر البرد ولا نظر إلّا إلي ، فزوّجها إياه ، فولدت له غلاما يقال له زيد.
قال : وأنا محمد بن سعد (١) ، أنا أنس بن عياض اللّيثي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم ، فقال علي : إنما حبست بناتي على بني جعفر ، فقال عمر : أنكحنيها يا علي ، فو الله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد ، قال علي : قد فعلت ، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر ، وكانوا يجلسون ثمّ عليّ وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف ، فإذا كان الشيء يأتي عمر من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلك واستشارهم فيه ، فجاء عمر فقال : رفئوني فرفئوه ، وقالوا : بمن يا أمير المؤمنين؟ قال : بابنة علي بن أبي طالب ، ثم أنشأ يخبرهم ، فقال إن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «كلّ نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلّا نسبي وسببي» ، وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا [٤٥٥٦].
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد ، أنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا جعفر بن محمد بن كزال ، نا إسحاق بن المنذر ، نا محمد بن عبد الملك الأنصاري ، نا محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم على أربعين ألف درهم.
قرأت على أبي غالب ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٢) ، أنا وكيع بن الجرّاح ، عن هشام بن سعد ، عن عطاء الخراساني : أن عمر أمهر أم كلثوم بنت علي أربعين ألفا.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليم ، نا الزبير بن بكار ، قال :
__________________
(١) المصدر نفسه ٨ / ٤٦٣.
(٢) المصدر نفسه ٤٦٣ ـ ٤٦٤.