قال : وتلبية نزار بن مضر : لبيك حقا حقا تعبّدا ورقا ، جئناك للنصاحة ، لم نأت للرقاحة ، وفي رواية أخرى : جئناك للرباحة.
قال : وتلبية قيس ومن والاها وكان بينها وبين بكر بن عبد مناة بن كنانة حرب في الجاهلية ، فكانوا لا يستطيعون أن يدخلوا مكة متفرقين : والله لو لا أن بكرا دونكا ، يبر الناس ويفجرونكا ، ما زال منا عثج يأتونكا.
قال : وكانت تلبية عك : أتتك عك عانية ، عبادك يمانية ، على قلاص ناجية.
الفصاحة : إخلاص العمل ، والناصح الخالص من كل شيء ، ويقال : نصحت العسل إذا صفيتها ، والرباحة : الربح ، يقال : ـ ربح وربح ورباح ورباحة. والرّقاحة : كسب المال وجمعه ، والرّقاحي : التاجر ، وفلان يرقح معيشته أي يصلحها ، قال : قال الحارث بن حلزة :
يترك ما رقّح من عيشه |
|
بعيث فيه همج هامج (١) |
والعثج جماعة في سفر ، والعانية : الخاضعة الأعناق ، يقال : عنا الرجل يعنو إذا خضع وذلّ ، وكذلك قيل : للأسير عان.
وقوله عبادكم يمانية ، يريد اليمانية ، جعل الميم بدلا من اللام ، وهي لغة كقول أبي هريرة : طاب من ضرب ، يريد : طاب الضرب ، أي حل القتال ، والخال : الخيلاء. قال العجاج :
والخال ثوب من ثياب الجهّال (٢)
يقال : خال الرجل يخول إذا اختال ، قال الشاعر (٣) :
فإن كنت سيدنا سدتنا |
|
وإن كنت للخال فاذهب فخل |
والتهجير سير الهاجرة ، وهو ما بين وقت الزوال إلى قرب العصر ، يقال : هجر
__________________
(١) البيت في اللسان رقح منسوبا للحارث بن حلزة ، جاء به شاهدا على قوله : الترقيح ترقح؟؟؟ : إصلاح المعيشة.
(٢) الرجز في اللسان منسوبا للعجاج وبعده فيه (خيل) :
والدهر فيه غفلة للغفّال
قال الأزهري : وكأن الليث جعل الخال هنا ثوبا ، وإنما هو الكبر.
(٣) البيت في اللسان «خيل» بدون نسبة.