وقال ابن أبي شريح وابن النقور : المطير.
قالت فقال ورقة بن نوفل (١) :
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما |
|
تجنبت أمورا من النار حاميا |
لدينك رب ليس ربّ كمثله |
|
وتركك جنان الخبال كما هيا |
أقول إذا هبطت أرضا مخوفة |
|
حنانيك لا تظهر علينا الأعاديا |
حنانيك إن الجن كانت رجاهم |
|
وأنت إلهي ربنا ورجائيا (٢) |
لتدركنّ المرء رحمة ربّه |
|
وإن كان تحت الأرض سبعين (٣) واديا |
أدين لربّ يستجيب ولا أرى |
|
أدين لما لا يسمع الدهر داعيا |
أقول إذا صلّيت في كل بيعة |
|
تباركت قد أكثرت باسمك داعيا |
رواه الزبير بن بكار ، عن عمه مصعب بن عبد الله ، ثم قال الزبير بعد الشعر يقول : خلقت خلقا كثيرا يدعون باسمك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمد بن أحمد ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأ رضوان بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، قال (٤) : وقال زيد بن عمرو بن نفيل أيضا :
أسلمت وجهي لمن أسلمت |
|
له الأرض تحمل صخرا ثقالا |
وأسلمت وجهي لمن أسلمت |
|
له المزن تحمل عذبا زلالا |
إذا هي سبقت إلى بلدة |
|
أطاعت فصبّت (٥) عليها سجالا |
__________________
(١) الأبيات في سيرة ابن هشام ١ / ٢٤٧ وتقدمت الأبيات باختلاف الرواية.
(٢) غير واضحة بالأصل والمثبت عن م.
(٣) نصب سبعين على الحال ، لأنه قد يكون صفة للنكرة ، كما قال :
فلو كنت في جب ثمانين قامة
وما أصله صفة للنكرة يكون حالا من المعرفة ، وهو هنا حال من البعد ، كأنه قال : ولو بعد تحت الأرض سبعين ، كما تقول : بعد طويلا ، أي بعدا طويلا ، وإذا حذفت المصدر وأقمت الصفة مقامه لم تكن إلا حالا. (الروض الأنف ١ / ٢٦٣).
(٤) الخبر والشعر في سيرة ابن إسحاق ص ٩٧ رقم ١٣١ وسيرة ابن هشام ١ / ٢٤٦ وانظر الروض الأنف ١ / ٢٦٢.
(٥) بالأصل : «قضيت عليها سالا؟؟؟» والمثبت عن ابن إسحاق وابن هشام والسجال جمع سجل ، وهي الدلو المملوءة ماء.