إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن محمد البغدادي ، نا عبد المنعم يعني ابن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبّه :
أن زكريا هرب ودخل جوف شجرة فوضع على الشجرة المنشار ، وقطع بنصفين ، فلما وقع المنشار على ظهره أنّ ، فأوحى الله تبارك وتعالى يا زكريا ، إمّا أن تكف عن أنينك أو أقلب الأرض ومن عليها ، قال : فسكت حتى قطع بنصفين (١).
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسن ، وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أحمد بن سندي الحداد ، أنا الحسن بن علي ، أنا إسماعيل بن عيسى ، نا إسحاق بن بشر ، أنا يعقوب الكوفي عن عمرو (٢) بن ميمون ، عن أبيه ، عن ابن عباس (٣) :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة أسري به رأى زكريا في السماء فسلّم عليه فقال له : يا أبا يحيى خبرني عن قتلك كيف كان ولم قتلك بنو إسرائيل؟ قال : يا محمد أخبرك أن يحيى كان خير أهل زمانه ، وكان أجملهم وأصبحهم وجها ، وكان كما قال الله (سَيِّداً وَحَصُوراً) وكان لا يحتاج إلى النساء فهويته امرأة ملك بني إسرائيل وكانت بغيّة فأرسلت إليه وعصمه الله ، وامتنع يحيى وأبى عليها ، وأجمعت على قتل يحيى ، ولهم عيد يجتمعون في كل عام ، وكانت سنّة (٤) الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب ، قال : فخرج الملك إلى العيد ، فقامت امرأته تشيعه وكان بها معجبا ، ولم تكن تفعله فيما مضى ، فلما أن شيعته قال الملك : سليني (٥) فما سألتني شيئا إلّا أعطيتك قالت : أريد دم يحيى بن زكريا ، قال لها : سليني غيره ، قالت (٦) : هو ذاك. قال : هو لك فبعثت (٧) جلاوزتها إلى يحيى وهو في محرابه يصلّي وأنا إلى جانبه أصلي. قال : فذبح في طست
__________________
(١) الخبر في بغية الطلب ٨ / ٣٨١٢ ـ ٣٨١٣ والبداية والنهاية ٢ / ٦٢ بتحقيقنا.
وانظر المعارف لابن قتيبة ص ٢٤ ومروج الذهب ١ / ٥٩ وقال : إن سبب قتله اتهامه بارتكاب الفاحشة مع مريم ، وانظر الكامل لابن الأثير ١ / ٣٠٦.
(٢) بالأصل وم : «عمر» والصواب ما أثبت ، انظر ما يلي.
(٣) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٨ / ٣٨١٣ ـ ٣٨١٤ وابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا ٢ / ٦٤ ـ ٦٥.
(٤) رسمها وإعجامها مضطربان ، والصواب عن ابن كثير وم.
(٥) بالأصل : «سيلتني فيما» والصواب عن ابن كثير وم.
(٦) بالأصل : قال.
(٧) عن ابن كثير وبالأصل : فبعث.