بالقطيعة فقطعوا ، وأمرهم بالبخل فبخلوا ، وأمرهم بالفجور ففجروا» ، قال : فقام رجل فقال : يا رسول الله ، أيّ الإسلام أفضل؟ قال : «أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك» ، فقام رجل ـ ذاك أو آخر ـ فقال : يا رسول الله أي الهجرة أفضل؟ قال : «أن تهجر ما كره ربك ، والهجرة هجرتان : هجرة الحاضر والبادي ، فهجرة البادي أن يجيب إذا دعي ، ويطيع (١) إذا أمر ، والحاضر أعظمهما بليّة وأفضلهما أجرا» [٤٣٩٣](٢).
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا عبد الملك بن محمد الرقاشي ، نا حبان بن هلال ، وأبو الوليد ، قالا : نا شعبة ، عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الله بن الحارث عن (٣) زهير بن الأقمر ، قال :
لما قتل علي بن أبي طالب قام الحسن خطيبا ، فقام شيخ من أزد شنوءة فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من أحبني فليحبّ هذا الذي على المنبر ، فليبلغ الشاهد الغائب» ولو لا عزمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما حدّثت أحدا. تابعهما عمرو بن مرزوق ، عن شعبة [٤٣٩٤].
وأخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان ، وأبو غالب بن البنا ، وأبو محمد بن نجا بن شانيل ، قالوا : أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا أبو الوليد ، وسليمان ـ يعني ابن حرب ـ ، قالا : نا شعبة ، عن عمرو ، قال : سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن زهير بن الأقمر ، قال : بينا الحسن بن علي يخطب إذ قام رجل فقال : إني رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم واضعه في حبوته وهو يقول : «من أحبني فليحبّه ، فليبلغ الشاهد الغائب» ولو لا عزيمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما حدّثت [٤٣٩٥].
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله ، أنا مسعر ، حدثني عمرو بن مرّة ، عن من حدثه ، عن أبي كثير الزّبيدي ، قال : قدمت على معاوية أو على يزيد بن معاوية ، وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص ، فحدثناه عن عبد الله بن مسعود
__________________
(١) عن مسند أحمد ، وبالأصل : ويطع.
(٢) مسند أحمد ٢ / ١٥٩ ـ ١٦٠.
(٣) بالأصل : «بن» خطأ.