الحسين ، أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان ، أنا أبو محمّد جعفر بن نصير ، نا أبو العباس أحمد بن مسروق ، حدّثني علي بن محمّد بن يحيى بن علي بن عبد الحميد الكتاني ، حدّثني أبي ، عن جده غسان بن عبد الحميد بن عبيد بن يسار :
أن سعيد بن العاص بعث إلى أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب التي كانت تحت عمر بن الخطاب يخطبها ، فأنعمت (١) له فبلغ ذلك أخواتها فكرهوه وثقل عليهم وكلموها كلاما شديدا ، وقد كانت وعدت سعيدا موعدا فدعت ابنها زيد بن عمر بن الخطاب ـ وهو يومئذ غلام صغير ـ وبسطت دارها ووضعت فيها سريرا ، ثم قالت : إذا جاء سعيد بن العاص فزوّجنيه. وقد كان سعيد وعد ناسا وأرسل إليهم ليحضروا تزويجه ، فحضروه في المسجد ، فلما اجتمعوا إليه قال : إني دعوتكم لأمر بدا لي غيره إني كنت خطبت أم كلثوم بنت علي ، فأنعمت ، والله ما كنت لأدخل على ابني فاطمة بأمر يكرهانه ثم التفت إلى كعب مولاه فقال : انظر إلى المائتي ألف الدرهم التي هيأت لابنة علي ، اذهب بها إليها ، وقل لها : يقول لك ابن عمك إنّا كنا هيأنا لك هذه فاقبضيها صلة منا لك.
قال : ونا أبو العباس بن مسروق ، حدّثني محمّد بن إسحاق المسمى (٢) ، حدّثني أبي ، قال : كان فينا دار كثير بن الصّلت بالمصلّى مجلسا لأشراف قريش ، فكان لسعيد بن العاص فيه مجلس ، فأتاه رجل يوما فقال : إن لي عندك يدا ، قال : ما أعرفها ، قال : بلى ، رأيتك يوما جالسا في مجلسك من فناء دار كثير بن الصّلت ، وليس معك أحد فأتيت فجلست إليك فوصلت جناحك حتى أتاك جلساؤك ، قال : ما أعرف هذا ، قال : بلى أوّل من أتاك فلان ، فلم يجد معك أحدا غيري فسأل سعيد الرجل عن ذلك فصرفه فقال : يد والله يا كعب ادفع إليه عشرة آلاف درهم.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن بن نظيف المقرئ ، أنا الحسن بن إسماعيل المصري ، أنا أحمد بن مروان ، نا ابن أبي خيثمة ، نا أبي ، عن ابن عيينة قال : كان سعيد بن العاص إذا سأله سائل فلم يكن عنده شيء قال : اكتب عليّ بمسألتك سجلا إلى يوم ميسرتي (٣).
__________________
(١) كذا ، ولعله يريد أنها قالت : نعم.
(٢) كذا بالأصل وم.
(٣) سير الأعلام ٣ / ٤٤٧ من طريق ابن عيينة.