حدث أنس بن مالك ، قال أنس : قدم على النبي صلىاللهعليهوسلم قوم فكلموه فقالوا : إنا قد استوخمنا هذه الأرض فقال النبي صلىاللهعليهوسلم :
«نعم لنا فاشربوا من ألبانها وأبوالها» فاستصحوا ، فأقبلوا على الرعاء فقتلوهم ـ أو قال : الراعي فقتلوه ـ قال : فقلت : ما يستبقا من هؤلاء قتلوا النفس ، وحاربوا الله ورسوله ـ وأظن قال : أو خانوه ـ قال ابن عون : فذكرت ذلك لمحمّد بن سيرين فقال : الله أعلم ، أجابوه أم لا. قال أبو قلابة : فلما فرغت قال عنبسة : سبحان الله ، قال أبو قلابة : فقلت : أتتهمني يا عنبسة؟ قال : لا ، هكذا حدّثنا أنس بن مالك : لن تزالوا بخير يا أهل الشام ما دام فيكم هذا أو مثل هذا [٤٨٦٤].
وأخبرنا بالحديث دون القصة أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو عمرو (١) بن حمدان ، أنا أبو يعلى ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا إسماعيل ، عن حجاج بن أبي عثمان ، حدّثني أبو رجاء مولى أبي قلابة ، عن أبي قلابة :
حدّثني أنس بن مالك أن نفرا من عكل ثمانية قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فبايعوه على الإسلام ، فاستوخموا الأرض وسقمت أجسامهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال :
«ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من أبوالها وألبانها» فصحوا (٢) ، فقتلوا الراعي وطردوا الإبل ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فبعث في آثارهم فأدركوا فجيء بهم فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم ، وسمل (٣) أعينهم ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا [٤٨٦٥].
رواه مسلم (٤) ، عن أبي بكر.
وأخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا عمران بن موسى ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا ابن عليّة ، عن حجّاج بن أبي
__________________
(١) بالأصل : عمر ، خطأ والصواب ما أثبت عن م ، وقد تقدم التعريف به.
(٢) كذا ، وعبارة صحيح مسلم ح ١٦٧١ ص ١٢٩٧ فقالوا : بلى ، فخرجوا فشربوا من أبوابها وألبانها فصحوا ...
(٣) سمل أعينهم فقأها وأذهب ما فيها.
(٤) صحيح مسلم ٢٨ كتاب القسامة ح ١٦٧١ ص ١٢٩٦ ـ ١٢٩٧ عن أبي بكر بن أبي شيبة.