أيما رجال ، فجعلوا يسألونه حتى نفذ ما عندهم ولم يبق إلّا شريح ، فجثا على ركبتيه وجعل يسأله ، فقال له علي : اذهب فأنت أقضى العرب (١).
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأ أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب ، ثنا موسى بن مسعود ، نا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي هبيرة (٢) قال : قال علي : اجمعوا إليّ القرّاء ، فاجتمعوا في رحبة المسجد ، فقال : إني أوشك أن أفارقكم ، فجعل يسائلهم ما يقولون في كذا حتى نفذوا وبقي شريح ، فجعل يسائله ، فلما فرغ قال : اذهب فأنت من أفضل الناس ، أو من أفضل العرب.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل [بن] خيرون ، أنبأ عبد الملك بن محمّد ، أنبأ.
ح وأخبرنا أبو علي الحداد ـ في كتابه ـ أنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، نا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن ، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا عبد الله بن محمّد بن سالم ، نا إبراهيم بن يوسف ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة سمع عليا يقول :
يا أيّها الناس يأتيني فقهاؤكم يسألوني وأسألهم ، فلما كان من الغد غدونا إليه حتى امتلأت الرحبة ، فجعل يسألهم ما كذا ما كذا ، ويسألونه يا أمير المؤمنين ما كذا فيخبرهم ، حتى ارتفع النهار وتصدعوا (٤) غير شريح جاث (٥) على ركبتيه لا يسأله عن شيء إلّا قال كذا وكذا ، ولا يسأله شريح عن شيء إلّا أخبره به ، فسمعت عليا يقول : قم يا شريح فأنت أقضى العرب.
أخبرنا أبو البركات ، أنبأ أبو الفضل ، أنبأ عبد الملك ، أنبأ أبو علي ، ثنا محمّد بن عثمان ، ثنا أبي ، ثنا محمّد بن عبد الله الأسدي ، ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم قال :
__________________
(١) الخبر في سير الأعلام ٤ / ١٠٢ ووفيات الأعيان ٢ / ٤٦٢ وأخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٩٨.
(٢) كذا ورد هنا : «أبي هبيرة».
(٣) حلية الأولياء ٤ / ١٣٤.
(٤) بالأصل : «وتصدغوا» والمثبت عن الحلية.
(٥) بالأصل : «جاني» والمثبت عن الحلية.