زمان (١) ، قال : فقال شريح : ما تقول يا نصراني ، قال : فقال النصراني : ما أكذب أمير المؤمنين ، الدرع هي درعي ، قال : فقال شريح : ما أرى أن تخرج من يده فهل من بيّنة؟ فقال علي : صدق شريح ، قال : فقال النصراني : أما أنا أشهد أن هذه أحكام الأنبياء ، أمير المؤمنين يجيء إلى قاضيه ، وقاضيه يقضي عليه ، هي والله يا أمير المؤمنين درعك ، اتبعتك من الجيش (٢) وقد زالت على جملك الأورق ، فأخذتها ، فإنّي أشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّدا رسول الله ، قال : فقال علي : أما إذا أسلمت فهي لك ، وحمله على فرس عتيق ، قال : فقال الشعبي : لقد رأيته يقاتل المشركين (٣) [٥٠٠٠].
هذا لفظ حديث أبي زكريا.
وفي رواية ابن عبدان قال : يا شريح لو لا أن خصمي نصراني لجثيت بين يديك ، وقال في آخره : قال : فوهبها له علي ، وفرض له ألفين ، وأصيب معه يوم صفين ، والباقي بمعناه.
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ـ مناولة وإذنا ـ وقرأ عليّ إسناده ، أنبأ محمّد بن الحسين ، أنبأ المعافا بن زكريا ، ثنا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ ، ثنا موسى بن شبيب ـ بشيزر ـ عن يونس بن موسى البصري ، عن الحسن بن حمّاد ، عن الرّمّاح بن المنذر النهدي ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب أنه قال لشريح : لسانك عبدك ما لم تتكلم ، فإذا تكلمت فأنت عبده ، فانظر ما تقضي ، وفيم تقضي ، وكيف تقضي ، وفيم تمضي وإليه تقضي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الدّرّ ياقوت بن عبد الله قالوا : أنبأ أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي ، ثنا الزبير بن بكار ، حدّثني رجل عن سفيان بن عيينة ، نا إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي :
أن عليا أتى في امرأة طلّقها زوجها فزعمت أنها حاضت في شهر ثلاثا ، فقال علي
__________________
(١) افتقدها عليّ وهو متوجه إلى صفين ، إلى حربه مع معاوية ، كما يفهم من عبارة حلية الأولياء.
(٢) بالأصل : الحيس ، والصواب ما أثبت.
(٣) الخبر في حلية الأولياء ٤ / ١٤٠ ـ ١٤١ وفيها أن الخصومة كانت مع رجل يهودي. وفي آخر الخبر : وخرج يقاتل (بعد إسلامه) مع علي الشراة بالنهروان فقتل.
وانظر الخبر مختصرا في أخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٩٤ ـ ١٩٥.