ح وأخبرناه أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا ، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا أبو داود ـ يعني سليمان بن سعيد السّنجي ـ نا موسى بن إسماعيل ، نا أبو عبد الله صاحب الصّدقة ، ثنا شيبة أبو الفضل ، عن أبي سلّام قال : سألني عمر بن عبد العزيز عن حديث الحوض ، فقلت : سمعت ثوبان يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«إنّ سعة حوضي ما بين عدن إلى عمان ، شرابه أحلى من العسل ، وأبيض من الثلج ، من شرب منه شربة لم يظمأ آخر ما عليه أوّل الناس ، يرده عليه فقراء المهاجرين ، الدنسة ثيابهم ، الشعثة رءوسهم ، الذين لا تفتح (١) لهم السدد ، ولا ينكحون الممنعات (٢) ، الذين يعطون الحق الذي عليهم ، ولا يعطون الحق الذي لهم» [٥٠٥١].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر القشيري ، قالا : أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان الفقيه.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأ إبراهيم بن منصور ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا داود بن رشيد ، نا الوليد بن مسلم ، عن ابن (٣) الأحنف ، سمع [أبا](٤) سلّام الأسود يقول : أخبرني أبو صالح الأشعري ، أن أبا عبد الله الأشعري حدّثه :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بصر برجل يصلي لا يتم ركوعه ولا سجوده ، فقال : «لو مات هذا على ما هو عليه ، لمات على غير ملّة محمّد صلىاللهعليهوسلم ، فأتموا الركوع والسجود ، فإنّ مثل الذي لا يتم ركوعه ـ وقال ابن المقرئ : الذي يصلي ولا يتم ركوعه ـ ولا يتم سجوده مثل الجائع لا يأكل إلّا التمرة أو التمرتين لا يغنيان عنه شيئا» ، قال أبو صالح : فلقيت أبا عبد الله فقلت : من حدّثك هذا الحديث أنه سمعه من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : حدّثني أمراء الأجناد : وخالد (٥) بن الوليد ، وشرحبيل بن حسنة ، وعمرو بن العاص أنهم سمعوه
__________________
(١) عن النهاية (سدد) وبالأصل : يفتح.
(٢) في النهاية : المنعمات.
(٣) بالأصل : أبي الأحنف ، والصواب ما أثبت وهو شيبة بن الأحنف صاحب الترجمة.
(٤) سقطت من الأصل.
(٥) كذا : وخالد ، بالواو. ولعل الواو مقحمة وصواب العبارة : أمراء الأجناد : خالد ... وشرحبيل ... وهذا هو الوارد في مختصر ابن منظور ١١ / ٨.