الحسن بن محمّد بن الأشعث المصري ، قال : سمعت محمّدا ـ يعني ابن عبد الله بن عبد الحكم ـ يقول : سمعت الشافعي يقول : لم يكن شريح قاضيا لعمر بن الخطّاب ، فقيل للشافعي : أكان قاضيا لأحد؟ قال : نعم ، كان قاضيا لزياد ، لا أعرف وجه ما قال مالك ـ رحمهالله ـ فأمر شريح في ولايته القضاء لعمر وعلي ، مستفيض ، فأمّا قول الشافعي ـ رحمهالله ـ فلعلّه أراد بالبصرة دون الكوفة.
ويدل ما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو بكر بن الطبري ، أنبأ أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب (١).
ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأ أبو الفضل بن البقّال ، أنبأ أبو الحسين بن بشران ، أنبأ عثمان بن أحمد ، ثنا حنبل بن إسحاق ، قالا : نا أبو بكر الحميدي ، نا سفيان (٢) ، ثنا عمرو ، عن أبي الشعثاء ، قال : وفي حديث حنبل قال : قال جابر : أتانا زياد بشريح فقضى فينا سنة بما قضى ـ وفي حديث حنبل : لم يقض فينا مثله قبله ولا بعده.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنبأ الحسن بن إسماعيل ، أنبأ أحمد بن مروان ، ثنا علي بن الحسن ، ومحمّد بن عبد العزيز ، عن ابن عائشة قال : نظر شريح إلى رجل يقوم على رأسه وهو يضحك ، وهو في مجلس القضاء ، فنظر إليه شريح فقال : ما يضحكك وأنت تراني أنقلب بين الجنة والنار.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ ثابت بن بندار ، أنبأ أبو العلاء الواسطي ، أنبأ أبو بكر البابسيري (٣) ، أنبأ الأحوص بن المفضّل بن غسان ، ثنا أبي ، ثنا أبو مالك ، عن ابن نور (٤) ، عن محمّد قال : كان شريح إذا قعد على القضاء قال : كان يقول : سيعلم الظالمون حظ من نقضوا إن الظالم ينتظر العقاب ، وإن المظلوم ينتظر النصر.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنبأ أبو الحسين بن بشران ، أنبأ عثمان بن أحمد ، ثنا حنبل بن إسحاق ، ثنا أبو (٥) خيثمة بن
__________________
(١) الخبر في المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٨٧.
(٢) هو سفيان بن عيينة.
(٣) بالأصل : البابيري ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل ، وانظر الأنساب (البابسيري).
(٤) كذا.
(٥) كتبت فوق الكلام بين السطرين.