إسحاق بن إبراهيم بن سفيان ، نا زكريا بن يحيى ، نا محمّد بن زفر الأصبهاني ، نا محمّد بن خالد الهاشمي الدمشقي ، نا محمّد بن حمير الحمصي ، نا صفوان بن عمرو السكسكي ، عن شريح بن عمير قال : كذا قال ، فقلت : إنما هو شريح بن عبيد قال : كذا هو عندي عن أبي السمير الترمذي ، عن كعب الأحبار :
أن الله أنزل على آدم ـ عليهالسلام ـ عصيا بعدد الأنبياء المرسلين ، ثم أقبل على ابنه شيث فقال : أي بني أنت خليفتي من بعدي ، فخذها بعمّارة التقوى والعروة الوثقى ، وكل ما ذكرت الله فاذكر إلى جنبه اسم محمّد ، فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش ، وأنا بين الروح والطين ، كما أني طفت السموات فلم أر في السموات موضعا إلّا رأيت اسم محمّد مكتوبا عليه ، وان ربي أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصرا ولا غرفة إلّا اسم محمّد مكتوبا ، ولقد رأيت اسم محمّد مكتوبا على نحور الحور العين ، وعلى ورق قصب آجام الجنة ، وعلى ورق شجرة طوبى ، وعلى ورق سدرة المنتهى ، وعلى أطراف الحجب ، وبين أعين الملائكة ، فأكثر ذكره ، فإن الملائكة تذكره في كل ساعاتها (١).
بلغني أن شيث بن آدم توفي يوم الثلاثاء في تسع ساعات من النهار لتسعة وعشرين يوما من شهر آب في عشرين سنة من حياة خنوخ ، وكانت حياة شيث تسع مائة واثنتي عشرة سنة ، وحنّطه ابنه أنوش (٢) بالمرّ واللبان والسّليخة (٣) ، ودفن في مغارة الكنور مع آدم ـ عليهما الصّلاة والسّلام ـ وناحوا عليه أربعين يوما ، ومات آدم ولشيث مائتان وخمس سنين (٤).
__________________
(١) بالأصل : ساعتها.
(٢) أنوش كصبور كما في التاج ، قال : ويقال : بانش كصاحب وآدم ويقال : إنوش بكسر الهمزة بمعنى إنسان.
(٣) السلبخة : شيء من العطر كأنه قشر منسلخ ذو شعب (اللسان).
(٤) في تاريخ الطبري ١ / ١٦٢ وخمس وثلاثين سنة.