صالح بن عبد القدوس بصري ممن كان يعظ الناس في البصرة ويقصّ عليهم ، وله كلام حسن في الحكمة ، فأمّا في الحديث فليس بشيء ، كما قال ابن معين ، ولا أعرف له من الحديث إلّا الشيء اليسير.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد المجلي (١) ، ثنا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي ، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون ، نا أبو (٢) بكر محمّد بن القاسم بن بشار قال : قال : قرأنا على العباس لصالح بن عبد القدوس :
أقول لمن يرعى وصالي وينتهي |
|
إلى النصح من قولي له وبياني |
مقالة من قد أحكمته تجارب |
|
وقاسى زمانا بعد صرف زماني |
إذا ما أهنت النفس لم تلق مكرما |
|
لها بعد إذ عرّضتها لهوان |
إذا ما ركبت الأمر بنضر (٣) عينه |
|
فنفسك يول (٤) اللوم دون فلان |
إذا ما لقيت الناس بالجهل والخنا |
|
فأيقن بدل من يد ولسان |
ولا خير في دار إذا ما كرهتها |
|
وحار إذا ما كان حدّ سنان |
ولا خير في مال إذا لم يجد به |
|
وجودته تمين كل أوان |
لعمرك إذا مر حق صاحب |
|
إذا هو لم ينفسه في الحدثان |
ولا ظفرت كفّا من تال ضرها |
|
أقاربه في الود والشنآن |
ولا أدرك الحاجات مثل مثابر |
|
ولا عاق عنه النجح مثل توان |
قال محمّد بن القاسم : قال لي أبي ـ رحمهالله ـ : هذا البيت يروى على وجهين آخرين :
لعمرك ما أذى امرؤ حقّ صاحب |
|
إذا كان لا يرعاه في الحدثان |
قال : ويروى : إذا هو لم يرعاه ، على لغة من يقول : لم ألقاك ، ولم أدعوك ، ولم أقضيك ، وفي رواية أخرى عن ابن الأنباري ، أنا أبو العباس قال : يقال : نعتّ الرجل أنعته : إذا تعهدته وتفقدته شأنه.
__________________
(١) بالأصل «المحلى» والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مرّ قريبا.
(٢) بالأصل : أبي.
(٣) كذا.
(٤) كذا.