يومئذ : يا أما ما تأمريني؟ فقالت : أرى أن تكون كخبر ابني آدم ، أن تكف يدك ، فكفّ يده فقتله رجل من بني أسد بن خزيمة يقال له كعب بن مدلج من بني منقذ بن طريف ، ويقال : قتله شداد بن معاوية العبسي ، ويقال : بل قتله عصام بن مبشر البصري وغلبه كثرة الحديث ، وهو الذي يقول في قتله (١) :
وأشعث قوّام بآيات ربّه |
|
قليل الأذى فيما ترى العين مسلم |
ذلفت له بالرضح من تحت بره (٢) |
|
فخرّ صريعا لليدين وللفم |
شككت إليه بالسنان قميصه |
|
فأرديته عن ظهر طرف مسوّم |
أقمت له في دفعة الخيل صلبة |
|
بمثل قداما النسر حرّان لهذم |
يذكّرني حاميم لمّا طعنته (٣) |
|
فهلّا تلا حاميم قيل التقدّم |
على غير شيء (٤) غير أن ليس تابعا |
|
عليا ومن لا يتبع الحقّ يندم |
قال : فقال علي حين رآه صريعا : صرعه هذا المصرع برّ أبيه.
وبلغني عن إبراهيم الحربي ، عن سعيد بن يحيى الأموي ، عن أبيه قال : قتل محمّد بن طلحة كعب بن مدلج ، وقال غيره : شريح بن أوفى ، وقال في قتله ، وذكر له ـ يعني بعض هذه الأبيات ـ.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنبأ أبو الحسن بن بشران ، أنبأ أبو عمرو عثمان بن أحمد ، ثنا حنبل بن إسحاق ، نا الحميدي ، ثنا سفيان ، حدّثني مالك بن مغول ، عن واصل الأحدب ، عن أبي وائل قال : رأيت الذي
__________________
(١) بعض الأبيات في نسب قريش للمصعب ص ٢٨١ والاستيعاب ٣ / ٣٥٠ وأسد الغابة ٤ / ٣٢٢.
(٢) صدره في الاستيعاب وأسد الغابة ونسب قريش :
ضممت إليه بالقناة قميصه
وفي نسب قريش : بالسنان بدل بالقناة.
وفي رواية :
خرقت له بالرمح جيب قميصه
وفي المصادر لفق البيتين الثاني والثالث في هذا البيت الواحد.
(٣) في المصادر : «والرمح شاجر» بدل «لما طعنته».
وكان محمد بن طلحة قد جعل كلما حمل عليه رجل يقول له : «نشدتك بحاميم» فينصرف الرجل عنه ، حتى شد عليه رجل من بني أسد فقتله.
(٤) في الاستيعاب وأسد الغابة : ذنب.