أن لا يجالس ، وقال يحيى بن معين : هو صبيغ بن شريك من بني عمرو بن يربوع ، روى خالد بن يربوع بن نزار ، عن عمر بن قيس ، عن عسل.
ثم قال بعد أسطر (١) : أما عسيل : بضم العين وفتح السين صبيغ بن عسيل الذي كان يسأل عن القرآن ، فنفاه عمر من المدينة إلى العراق ، ونهى الناس عن مجالسته.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أبو الحسن علي بن سلم بن مهران الوزان في دار القطن في سنة ست عشرة وثلاثمائة ، نا إبراهيم بن هاني ، نا سعيد بن سلّام العطار ، نا أبو بكر بن أبي سبرة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب ، قال :
جاء الصبيغ التميمي إلى عمر فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن (الذَّارِياتِ ذَرْواً)(٢) ، قال : هي الريح ، ولو لا أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقوله ما قلته ، قال : فأخبرني عن (فَالْحامِلاتِ وِقْراً)(٣) ، قال : السّابحات السحاب ، ولو لا أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول ما قلته ، قال : فأخبرني عن (فَالْجارِياتِ يُسْراً)(٤) ، قال : هي السّفن ، ولو لا أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقوله ما قلته ، قال : فأمر به عمر فضرب مائة ، وجعل في بيت ، فإذا برئ دعا به فضرب مائة أخرى ، ثم حمله على قتب ، وكتب إلى أبي موسى : حرّم على الناس مجالسته ، فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى ، فحلف له بالأيمان المغلّظة ما يجد في نفسه مما كان شيئا ، فكتب في ذلك إلى عمر ، فكتب إليه ما أخاله إلّا قد صدق ، فخلّ بينه وبين مجالسة الناس.
قال الدارقطني : غريب من حديث يحيى الأنصاري ، عن ابن المسيّب ، عن عمر ، تفرّد به أبو بكر بن أبي سبرة المديني عنه (٥).
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب ، قالوا : أنا عبد الرّحمن بن أحمد السرخسي ، أنا عيسى بن عمر بن العباس ، أنا عبد الله بن
__________________
(١) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧ و ٢٠٨.
(٢) سورة الذاريات ، الآية : ١ و ٢.
(٣) سورة الذاريات ، الآية : ١ و ٢.
(٤) سورة الذاريات ، الآية : ٣.
(٥) الإصابة ٢ / ١٩٩.