يليل : موضع.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال : ومنهم صخر بن الجعد الخضري ، حدّثنا يزداد بن عبد الرّحمن الكاتب ، ثنا عبد الله بن شبيب ، حدّثني الزبير ، حدّثني عمي قال : أقبل المهدي يريد الخيزران ، فلما دخل إليها فرآني بالباب فقال : ويحك يا زهري إني خرجت أريد الخيزران فطربت إلى حسبة فقلت : يا أمير المؤمنين أدركك في هذا قول المخرومي (١) :
بينما نحن في بلاكث فالقاع |
|
سراعا والعيش تهوى هويّا |
خطرت خطرة على القلب من |
|
ذكراك وهنا فما استطعت مضيّا |
قلت لبّيك إذ دعاني لك الشوق |
|
وللحاديين حثّا المطيا |
قال فقال : واستويا من الخيزران ارجع إليها ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين أدركك في هذا ما قال جميل (٢) :
وأنت الذي جئت (٣) شغبا إلى بدا (٤) |
|
إليّ وأوطاني بلاد سواهما |
فحلّت بهذا حلّة ثم حلّة |
|
بهذا ، فطاف الواديان كلاهما |
قال : فدخل على الخيزران فلم أنشب أن خرج الإذن ، فقال الزبير : فدخلت ، فإذا أمير المؤمنين قال : أنشدني ويحك يا زبيري ، فأنشدته لصخر بن الجعد الخضري ـ خضر محارب بن خصفة (٥) ـ :
هنيئا لكأس حدّها الحبل بعد ما |
|
عقدتا لكأس موثقا لا تخونها |
وإشماتها الأعداء لمّا تألّبوا |
|
إليّ (٦) واشتدّت عليّ ضغونها |
__________________
(١) الأبيات في تاج العروس «بلكث» منسوبة لأبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة.
ومعجم البلدان «بلاكث» ونسبها للكثير. والتكملة للصاغاني «بلكت» وثمة اختلاف بعض الألفاظ في هذه المصادر والأصل.
(٢) البيتان في ديوان جميل ط بيروت ص ١٢٣.
(٣) في الديوان : لعمري لقد حسّنت.
(٤) شغب : قرية خلف وادي القرى موطن جميل وبثينة ، أو منهل بين مصر والشام. وبدا : وضع بوادي القرى.
(٥) الأبيات في الأغاني ٢٢ / ٣٧.
(٦) بالأصل : «لمات البوا» والمثبت عن الأغاني.