فجميع أصوات العالم معنا فلا يشق عليكم ما يبلغكم من بعض الجهات فهي قراقع وضرب دفوف لا خوف منه هذا بشرط أن نكون موحدي الفكر والعمل. الأمة الاميركية والبريطانية معنا وسنصل إلى ما نحن نتمناه».
أفكار فيصل والعبث بالسياسة :
تجلت أفكار الأمير فيصل بمجيء اللجنة الأميركية كل التجلي ، وكانت الدعوة أولا منذ يوم رفع العلم العربي على الأصقاع الداخلية أن الاستقلال تام للولايات العربية تتناول الوحدة الشام والحجاز والعراق وسائر الأقطار العربية في الجزيرة ، وما فتئت الدائرة تضيق حتى أخذوا يدعون إلى الشام بحدوده الطبيعية ، ثم سكتوا عن فلسطين ، لأن العلم البريطاني كان يخفق عليها منذ خروج الأتراك منها ، ثم اكتفوا بالدعوة لاستقلال سورية ، ثم تخلوا عن لبنان واكتفوا بالدعوة إلى استقلال المدن الأربع وهذه أيضا لم تسلم لهم على ما يراد لها. وذكر الريحاني أنه كان لفيصل رأي في تقسيم العمالات إلى مقاطعات وفقا لحالتها الطبيعية والعقلية والتهذيبية صرّح به خصوصا للوفد اللبناني الذي جاء دمشق يهنئه بعودته من باريز ، وليؤكد له أن فريقا كبيرا من اللبنانيين يتمنون الانضمام إلى سورية. وقد أخذت الحكومة العربية بعد أن نودي بالملك فيصل ملكا على الشام تزيد في الضرائب وشرعت بالتجنيد (كانون الأول ١٩١٩) وجعل البدل النقدي عن الخدمة العسكرية ثلاثين ليرة عثمانية لستة أشهر حتى زادت وارداتها من ٠٠٠ ، ٨٠٠ ، ١ جنيه إلى ٠٠٠ ، ٣٠٠ ، ٢ وذلك لتستعين بهذا المال على مقاومة فرنسا ، وقد دفع الناس الأموال تخلصا من الخدمة العسكرية ، وكان بقي معهم نقد كثير من الحرب العامة ، ومنه ما صرفته الحكومتان البريطانية والعربية عقيب الاحتلال ، وكيف يقاوم جيش جديد جيش حكومة كبرى وهو قليل العدد والعدد ، فيه ظواهر ومظاهر لا حقائق يعول يوم البأس عليها ، باتت المسألة أشبه بالهزل منها بالجد.
لما سألت الوزارة أمراء الجيش بحضور الملك فيصل عما عند الجيش العربي من الذخائر والعتاد وفي كم يوم تنفد إذا اشتبكت الحرب ، أجابوا إنها تنفد