هذا العمل أن تتقدم الطائفة اليهودية الحالية بمساعدة اليهود المنتشرين في العالم ليجعلوا فلسطين مركزا يكون فيه للشعب اليهودي أجمع مميزات قومية. وليعلم العرب أن مجيء اليهود الى فلسطين هو حق ثابت لا منة يمن بها عليهم ، وقد سمح لهم بزيادة أفرادهم بالمهاجرة بقدر تحمل البلاد الاقتصادي».
وقد عرض هذا البيان قبل نشره على الجمعية الصهيونية فوافقت عليه ، ثم عرض على وفد العرب الفلسطيني في لندن فحاول تعديل بعض فقره فلم ينجح ، فزاد كره العرب لليهود واشتدت المعارضة للصهيونيين.
وكانت فلسطين تسير الى الإنحطاط بمساعي المندوب السامي تطبيقا للفقرة الواردة في صك الانتداب وهي وضع القطر في حالة اقتصادية وسياسية لا فقاره وانتزاع الأملاك من أهله ، فمنع تصدير الشعير حتى هبط سعره وخسر الأهالي خسارات باهظة ، وعمل أعمالا أخرى أدت إلى إستياء العرب الشديد الذي طورته السياسة الصهيونية وأحالته الى كوارث قصدت استغلالها فحدثت الثورات الآتية.
ثورتا القدس وثورة يافا :
لكل بلد أعياد ، وفلسطين منبع هذه المواسم ، اشتركت فيها جميع الأديان وموسم النبي موسى أعظم المواسم يقع في عيد الفصح عند الطائفتين المسيحية واليهودية ، فالأقاليم العربية الإسلامية البعيدة لها مواسم مستقلة من عهد صلاح الدين بن يوسف ، والقريبة تأتي متتابعة الى القدس ، وجبل الخليل أعلق الناس بهذه العادة ، يأتون بكثرة ينشدون الأهازيج البدوية الثورية ، قدموا الى القدس في يومهم المعروف فتحرش بهم اليهود وأثاروا حفيظتهم فنشبت معركة قتل فيها عشرة أشخاص من الفريقين وكسرت أبواب دكاكين اليهود ونهبت بضائع ليست بقليلة واضطربت القدس وأعلنت فيها الأحكام العرفية. والداعي الى الثورة الثانية أن اليهود اتخذوا يوم تصريح بلفور الواقع في ٢ تشرين الثاني عيدا لهم يعلنون فيه سرورهم ، فقرر العرب جعله ذكرى حزن وبؤس يقفلون فيه حوانيتهم ويحتجون إلى الحلفاء على هذا الظلم ، يطوف فتيانهم في الشوارع وينشدون أناشيد الرثاء الوطنية فمانعتهم الشرطة وضرب بعضهم فأهاج كامن حقدهم واصطدموا باليهود وقتل أشخاص ووقع النهب.