٧٣ ، فأعلنت الأحكام العرفية ووضعت غرامات باهظة على الذين اشتركوا في هذه المعركة من العرب وحرق بيت شاكر أبو كشك قائد الثورة خارج يافا ، وقد استفاد اليهود من ضباطهم في الجيش إذ ساعدوهم كثيرا وألبسوا شبابهم ثيابا عسكرية وسلحوهم ببنادق الجند وأوهموا العرب أنهم جنود انكليزية.
المهاجرة :
كان عدد اليهود قبل احتلال الانكليز ٥٥ ألف نفس فلما أبيحت المهاجرة وتدفقت جموع الصهيونيين وأكثرهم من شرق أوروبا أنشأت الحكومة دائرة المهاجرة والسفر لتسهيل الهجرة الصهيونية ، ثم تحول هذا الى فرع خصوصي في ديوان أمين السر العام وأرسلت الحكومة مأمورين من اليهود على نفقة الوطنيين لتشجيع الهجرة ، وقد بلغ عدد اليهود في الإحصاء الرسمي سنة ١٩٢٢ (٠٠٠ ، ٨٤) نفس وقد قدر عددهم في آذار سنة ١٩٢٥ (٠٠٠ ، ١٠٨) شخص (وأصبحو اليوم أكثر من أربعمائة ألف).
وبعض هؤلاء المهاجرين متدين وبعضهم بولشفيكي وهم فئة قليلة ، وبعضهم جهلاء متشردون وبعضهم متعلمون ، وكلهم وضع نصب عينيه إخراج العرب من فلسطين وامتلاكها وأكثر من ثلاثة أرباع اليهود يسكنون في المدن والباقي في القرى. وقد بذلوا جهودا كبيرة لمشترى الأرض والاستعمار الزراعي في فلسطين بيد أن المهاجرين رغم ماليتهم الشخصية وما يتوارد عليهم من المساعدات الخارجية وما يتبع ذلك من التنظيم ، يألفون المدن ويتركون القرى ، ودلت الإحصاءات على أن قسما قليلا منهم يحترف الزراعة فالأربعون ألف مهاجر الذين دخلوا فلسطين لم يشتغل منهم في الزراعة سوى ثمانية آلاف وتسلل الباقون الى المدن الكبيرة مثل القدس ويافا وحيفا وفتحوا الحوانيت المختلفة كالحلاقة وبيع السلع البسيطة وأهملوا الزراعة. والذي يعلم أن فلسطين قطر زراعي وأن الزراعة هي المهنة المنتجة الرئيسة فيها لا يرتاب في أن الصهيونيين لم ينجحوا من هذه الجهة كثيرا.
تقدر مساحة فلسطين بعشرة آلاف ميل مربع تقريبا نصفها جبال قاحلة وأرض رملية وصحراء بلقع والنصف الآخر قابل للزراعة. واليهود كانوا