وجرح ١٤٦. وفي سنة ١٩٢١ دخل الأتراك عينتاب وأخرجوا الكتائب الفرنسية منها وباغت عربان الزور الفرقة الفرنسية السورية وقتلوا بعض ضباطها فحلّ بهم العقاب ، فتخلت فرنسا عن قلقية بأجمعها وانحصرت قوتها بالشام من حدود كليس في الشمال ، وتألفت عصابات من أبناء حارم وكفر تخارين وإدلب وجبل الزاوية والمعرة وصهيون وجرت بينها وبين الجيش الفرنسي معارك قتل فيها كثير من الفريقين ، وكان بعض رؤساء تلك العصابات من الأتراك. وقد فقدت فرنسا من جندها في سورية وعلى حدودها بضعة ألوف. وقال الجنرال ويغاند المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في حفلة إزاحة الستار عن النصب التذكاري الذي أقيم لقتلى جيش الشرق في بيروت سلخ ذي القعدة ١٣٤٢ (حزيران ١٩٢٤) : بعد الهدنة سكت المدفع في أوربا إلا من الشام ، وكانت الأمهات الفرنسيات يعتقدن بأنهن سيشاهدن أولادهن إلى جنبهن فاضطرت فرنسا إلى إرسال أولادها إلى ساحات القتال في مرعش وأورفة وميسنون حيث تم تحرير سورية بقيادة سلفي الجنرال غورو وقد بلغ عدد القتلى نحو تسعة آلاف و ٢٥٠ ضابطا فيمكن أن تذكروا أولادكم وأولاد أولادكم بذلك ا ه. ولم يقتل هذا العدد في أرض الشام بل معظم من قتل في قلقية.
توحيد حكومات سورية وعدم رضى الأهلين :
لم يرتض أهل الداخل وفريق عظيم من سكان الساحل هذا التمزيق الذي حلّ بالشام، فكثر الناقمون والناقدون ، وزعم بعض ولاة الأمر من المنتدبين أن هذا التقسيم كان برضى الأهلين ، ونزلت فرنسا على رغائبهم ، وبعد التجربة الأولى رأت المفوضية العليا أن تعيد المدن الأربع إلى جمعها بعد الشتات فأعلن الجنرال غورو في اليوم العشرين من حزيران ١٩٢١ في دمشق أساس الوحدة السورية بإنشاء مجلس اتحادي لها مؤلف من دول العلويين وحلب ودمشق فقط ، على أن يكون أساسا للوحدة وألقى خطابا مثل خطاب دمشق في مدينة حلب يوم ٢٨ منه بحضور مندوبي الدول الثلاث ومما قال فيه : وكان العمل الأول الذي قامت به فرنسا لتوطيد اتحادكم وحريتكم الوطنية تأسيس الحكومات المستقلة ، وكانت الغاية من ذلك مراعاة النزعات الخاصة ووضعها في قالب يتألف منه مجموع متناسب الأجزاء. قال : ولم يفتني قط وجوب إحكام