والصفقة الشمالية وفيها نيابة واحدة وثلاث ولايات. فأما النيابة فبعلبك وأما الولايات فالأولى ولاية البقاع البعلبكي والثانية ولاية بيروت والثالثة ولاية صيدا ، والصفقة الرابعة الشرقية وبها ثلاث نيابات وأربع ولايات. وهناك نيابات حلب ونيابة طرابلس ونيابة صفد وولاية تبنين وهونين وولاية الشقيف إلى غير ذلك من مصطلح القرن الثامن للهجرة.
على عهد العثمانيين :
وقسم العثمانيون الشام ثلاث نيابات أو إيالات وهي دمشق وحلب وطرابلس وظلّ هذا التقسيم إلى ما بعد عهد السلطان أحمد فكانت دمشق وهي أعظمها عبارة عن عشرة ألوية وأهمها القدس وغزة ونابلس وتدمر وبيروت وصيدا ، وولاية طرابلس خمسة ألوية وهي طرابلس وحماة وحمص وسلمية وجبلة. وقسمت حلب تسعة ألوية تتناول سورية الشمالية برمتها ما عدا عينتاب التابعة لولاية مرعش ، وفي سنة ١٦٦٠ م أحدثت الدولة ولاية جديدة وهي صيدا لمراقبة الجبل. وقد امتدح الجنرال دي تورسي من طرز الإدارة التي منحها سليم الأول للشام وهي التي كان عليها العمل في الأكثر إلى خروج الأتراك من هذا القطر ، وذكر بعضهم أن الشام كانت على عهد أوائل الحكم العثماني أربع إيالات كبرى وأن تقسيمها إلى ثلاث إيالات كما مر حدث بعد زمن.
وفي سنة ١٢٧٢ ه كانت الشام تقسم إيالتين إيالة دمشق وإيالة صيدا ، ولما نظمت الولايات على أسلوبها المتعارف أخذ لواء الرّها (أورفة) من الجزيرة ولواء مرعش من الأناضول وألحقا بحلب فجعلت ولاية وجعلت بقية الشام ولاية جسيمة حاضرتها دمشق. وأنشئت القدس لواء مستقلا سنة ١٨٧٠ تفاوض الإستانة مباشرة ، وبعد خروج المصريين (١٨٤٠) كانت القدس تجعل تابعة لإيالة صيدا تارة ، وتابعة للباب العالي تارة أخرى ، وأصبح لبنان مؤلفا من أقضية الكورة والبترون وكسروان والمتن والشوف وزحلة وجزين ، وظلت بيروت وطرابلس ونابلس واللاذقية وعكا وأعمالها تابعة لولاية دمشق ، وبقي مركز الجيش دمشق على ما كان عليه قبيل دخول إبراهيم باشا. وفي سنة ١٨٨٧ جعلت القدس متصرفية مستقلة ، وجعلت الكرك أي ما وراء عبر الأردن متصرفية برأسها ، وجعلت بيروت سنة ١٨٨٨ ولاية مستقلة عن دمشق لموقعها الاقتصادي وأضيفت