وعقدوا المؤتمرات واشترك مندوبوهم في المؤتمر السوري في دمشق وأعلنوا أن فلسطين جزء من سورية وأرسلوا وفودا. إلى أوربا والحجاز لاستصراخ العالمين الإسلامي والنصراني فقابلتهم الحكومة الإنكليزية بجفاء وعبثت بمطاليبهم وغالطت في التعابير الفنية والتفاسير السياسية ، وأصرت على اتباع سياستها القديمة التي ترمي إلى فصل العالم الإسلامي والعربي بعضه عن بعض بوضع الصهيونيين حاجزا بين الشام ومصر والحجاز والشام. وارتاب العرب في الشق الثاني من وعد بلفور الذي يضمن حقوق السكان لأنهم رأوا تناقضا بينا بين شقي التصريح المذكور ، فلو آمنوا بالشق الثاني وسلموا بمبدإ مهاجرة اليهود إلى القطر وفقا لنص الشق الأول يصبح اليهود أصحاب الأكثرية المطلقة في مدة وجيزة ، فإذا انسحب البريطانيون عندئذ فكيف يمكن تطبيق الشق الثاني.
لا شك أن العرب يقعون هنالك أمام مشكل خطير وتصبح الأماكن المقدسة التي بأيديهم مهددة بانتقالها إلى أيدي أعدائهم لا سيما وهم يعتبرون أنفسهم والعالم الإسلامي ينظر إليهم بأنهم أوصياء يجب أن يحافظوا عليها ، فهاج هائج العرب وأبوا أن يذعنوا لحكم السياسة وتزعزعت ثقة اليهود في تصريح بلفور وأحجموا عن الهجرة إلى فلسطين فذهب المندوب السامي إلى لندن وطلب بيانا من الوزارة بحجة إزالة مخاوف العرب وقصد تأمين اليهود ليقبلوا على المهاجرة فأجيب طلبه وصدر بيان في حزيران سنة ١٩٢٢ وهذا ملخصه:
«لم تكن الغاية من تصريح بلفور جعل فلسطين يهودية والقضاء على الشعب العربي ولغته وآدابه أو الحط من شأنها ، ولكن الغاية تأسيس وطن لليهود في فلسطين ، وليس للجمعية القائمة في فلسطين نصيب في إدارة الديار العمومية كما أن الجنسية التي سيتمتع بها جميع سكان فلسطين تكون جنسية فلسطينية ليس لها علاقة باليهود أو غيرهم. إن اليهود أعادوا في المدة الأخيرة بناء طائفة في فلسطين يبلغ عددها ٠٠٠ ، ٨٠ نفس يشتغل سدسهم في الزراعة ، ولهذه الطائفة هيئآت سياسية خاصة فلها جمعية تنتخب لإدارة شؤونها الداخلية ، ومجالس منتخبة في المدن ، وهيئة تشرف على مدارسها ولها رئيس حاخامين منتخب ومجلس رباني (محكمة شرعية) لإدارة أمورها الدينية ، وغدت لغتها العبرية لغة رسمية في دوائر الحكومة ، ولها صحافة عبرية كافية. ويقصد من