الأحوال فأصبحت الدولة تبعث إلى الشام بأعاظم رجالها يتولونها ، وفيهم المستقيم العفيف عن أموال الناس العارف بأصول السياسة والإدارة.
وفي سنة ١٢٨٠ شب قتال شديد بين بني علي والكلبية وهاجم الكلبية والنواصرة بني علي حتى بلغوا قرية ست يللو ثم حرقوا بتغراموا وديروتان ومغسلة وخربوها وكان الرجال يحاربون والنساء يشتغلن بالتخريب والإحراق وهجم بنو علي على الفرقية وديرونة ورويسة البساتنة وحرقوها ـ قاله في تاريخ العلويين.
وفي سنة ١٢٨٦ كانت الواقعة المعروفة في جبال النصيرية بوقعة الوالي ، وسببها أن طائفة الكلبية النصيرية ظهر منها شقاوة ، وخالفت أوامر الدولة فأرسلت هذه واليا لتمهيد الأمور وإرجاع العصاة إلى الطاعة ، ومعه جيش قدر بعشرة آلاف فسار إلى قرية الجديدة ورابط فيها ، فأرسل الوالي يطلب مقدمي الكلبية ووجوه النصيرية ومقدميهم ومشايخهم المعتمد عليهم من قضاء صافيتا إلى ناحية البجاق ولما وافوه قبض عليهم جميعا وسار الجيش إلى قرية المرج وأمر بحرق القرداحة أكبر دساكر تلك الجهة ، كما أحرق بعض قرى الكلبية والنواصرة ثم مضى إلى بني علي وأحرق وأفسد وعذب جميع الطوائف النصيرية من عمل صافيتا إلى البجاق ، ولما شفيت صدور الجيش من العذاب والتخريب ، التأم مجلس إداري في جبلة فحكم بصلب ثلاثة من أعاظم الطائفة الكلبية وصلب آخر من بني علي ، وأخذت الحكومة الباقين إلى بيروت فسجنتهم خمس سنين ثم برأتهم وأطلقت سراحهم.
ويحدثنا الشيوخ أن أيام السلطان عبد المجيد وعبد العزيز كانت سعيدة على الشام في الجملة ، وإن كان ذانك الدوران مبدأ تصفية حسابات الدولة ، فقد أعلنت رومانيا في أيام عبد العزيز استقلالها ، وتخلت الدولة عن الصرب ، وطلب سكان كريت أن تدخل الإصلاحات على جزيرتهم ، فلما رأوا إهمالا من الدولة طلبوا ضمهم إلى اليونان ولكن الباب العالي قوي عليهم ونجحت سياسته. وفي سنة ١٨٦٨ نزعت مصر عن الدولة ، وأصبحت خديوية تدفع خراجا معينا للسلطنة ، ثم هاج سكان البوسنة والهرسك وساءت حالة السلطنة وأصبحت (٣ ـ ٧)