العلم في تلك المدرسة ، ويدرس فيها الفقه والآداب واللغة يقصدها الطلاب من جميع أنحاء المملكة حتى من روم القسطنطينية ومن أبناء العرب ، وقد تخرج بأساتذتها أناس تأفقت شهرتهم في الأدب والشريعة ، وكان قضاة الرومان من خريجيها مدة أربعة قرون ، وكان اثنان من تلامذتها من جملة أعضاء المجمع الذي ألفه الامبراطور يوستنيانوس لتدوين الفقه وقيل ثلاثة وهم اودكسيوس واناطوليوس ودوروتاوس ، ومن أساتذتها اميل بابنيان من بيروت وكان من أشهر فقهاء الرومان ، عد من جملة الفقهاء الخمسة الذين تنزل أقوالهم منزلة شريعة ، وإذا تعارضت أقوالهم فالعمل بقوله ، ومنهم اولبيان وهو من المشهورين من فقهاء الرومانيين ذهب بعضهم إلى أن مولده في بيروت وغيرهم إلى أنه في صور ، ومنهم يوليوس بولس الحمصي وهو مشهور في الفقهاء الرومان ، ومنهم مكسيموس الصوري وهو فيلسوف أفلاطوني ، ومنهم لوسيان السميساطي كان نقاشا فقيها فيلسوفا بليغا ، ومنهم اسباسيوس الجبيلي الخطيب المؤرخ ، ولنجينوس صاحب زينب ملكة تدمر الذي جلبته كما جلبت بولس دي ساموزات أسقف أنطاكية لينشر العلم في أرجاء مملكتها. وممن كان في تدمر وفي أرجاء الشام على ذاك العهد كيّكلراتيس الصوري وعالم المؤرخين پوسانياس الدمشقي ونيكوماخوس المؤرخ. وممن أفضلت عليه زينب صاحبة تدمر وكانت تعرف التدمرية والمصرية واليونانية واللاتينية والعربية على الأرجح وأسماء أولادها عربية ـ كاسيوس ويونيسيوس وأوريجانس فيلسوف قيسارية. ومن علماء بيروت الأقدمين هرمبوس له تآليف عديدة وسيلير الفيلسوف ومناسيا ألف كتابا في البيان والفيلسوف الأفلاطوني طورس والطبيب اسطرابون وساويرس بطريرك اليعاقبة وهذا كان في القرن الخامس للميلاد. وكثر في القرن الثالث للميلاد الكتاب وأرباب القرائح وأهل العلم والحصافة والحكمة ، وممن نشأ من الأدباء والفلاسفة لوسين وجامبلتوس وبلوتين. قال سنيوبوس : حفظت في مدارس الروم في دمشق والإسكندرية علوم الروم من فلك وجغرافيا ورياضيات وطب فجمع علماء الامبراطورية البيزنطية رومهم وعربهم وفرسهم هذه العلوم وأكملوها ونشروها.