أنت ، هذه الدجاجة كانت مثل بنيتي (١) ، آكل من بيضها ، وتؤنسني ، فآليت أن لأدفنها إلّا في أكرم موضع أقدر عليه ، ولا والله ما في الأرض موضع أكرم من بطنك ، قال : خذوها منها ، واحملوا إليها من الحنطة كذا ، ومن التمر كذا ، وأعطوها من الدّراهم كذا ، فعدّد شيئا ، فلما رأت ذاك قالت : بأبي ، إن الله لا يحب المسرفين (٢).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو محمد بن السكري ، نا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني عمر بن سعد ، حدّثني عيسى بن عبد الله بن محمّد بن علي بن أبي طالب ، حدّثتني عائشة مولاة ابن أبي الفخر ، عن مولاها ابن أبي الفخر ، قال :
سمّنت (٣) لي بهيمة (٤) ، ثم خرجت بها أبيعها ، فمرت (٥) بعبد الله بن جعفر ، قال : يا صاحب البهيمة (٦) أتبيع؟ قلت : لا الله ، ولكن هي لكم ، ثم انصرفت وتركته. فأقمنا أياما ، ثم إذا الحمالون على الباب ، فإذا عشرون يحملون حنطة وعشرة (٧) يحملون زيتا ، وخمسة يحملون كسوة ، وواحد يحمل مالا ، حتى أدخلت علينا.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ ، نا أبو منصور بن شكرويه ، أنا أبو (٨) بكر بن مردويه ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا معاذ بن المثنّى بن معاذ ، نا مسدّد ، نا حمّاد بن زيد ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين : أن رجلا جلب سكر إلى المدينة ، فكسد عليه ، فقالوا له : ائت عبد الله بن جعفر ، فأتاه ، فاشتراه منه بده دوازده ، وقال : من شاء أخذ ، فقال الرجل : آخذ معهم؟ قال : خذ.
أخبرناه أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، قالوا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن
__________________
(١) في تاريخ الإسلام وسير الأعلام : بنتي.
(٢) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ٣ / ٤٦١ وتاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ٤٣١ ـ ٤٣٢ نقلا عن الأصمعي.
(٣) سقطت «لي» من م.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : بهمة.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «فمررت» وهو أشبه ، باعتبار ما يلي.
(٦) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : بهمة.
(٧) في م : وعشرون.
(٨) سقطت من الأصل وم ، وأضيفت عن المطبوعة.