(حبذا) (كإعراب مخصوص (نعم) على الوجهين (١) المذكورين.
(ويجوز أن (٢) يقع قبل المخصوص) أي : مخصوص (حبذا) (أو بعده) أي : بعد مخصوصه (تمييز (٣) أو حال على وفق مخصوصه) في الإفراد والتثنية والجمع والتأنيث والتذكير ، نحو : (حبذا رجلا زيد) و (حبذا زيد رجلا) و (حبذا راكبا زيد) و (حبذا زيدا راكبا) و (حبذا رجلين أو راكبين الزيدان) و (حبذا الزيدين أو الراكبين) و (حبذا امرأة هند) و (حبذا هند امرأة).
والعامل في التمييز أو الحال ما في حبذا من الفعلية (٤) وذو الحال هو (ذا) لا (زيد) لأن (زيد) مخصوص والمخصوص لا يجيء إلا بعد تمام المدح والركوب من تمامه ، فالراكب (٥) حال من الفاعل لا من المخصوص.
__________________
ـ قال : بعد حبذا ولم يقل : بعد فاعله كما في نعم وبئس إشارة إلى صيرورة ذا جزء من حبذا. (عبد الحكيم).
(١) يعني : كونه مبتدأ وما قبله حبره وعلى كونه خبر للمبتدأ المحذوف وهذا هو الحكم المشترك بينه وبين أخواته. (تكملة).
(٢) قوله : (ويجوز أن يقع) إنما لم يلتزموا التمييز في حبذا والتزموا في نعم إذا كان الفاعل في كل منهما أمر ذهني لوجهين الأول أن فاعل حبذا ملحوظ بخلاف فاعل نعم فإنه مستتر فجعل التمييز دليلا على وجوده والثاني لزوم التباس بين الفاعل والمخصوص عند عدم ذكر التمييز فيما إذا كان المخصوص معرفا باللام أو مضافا إليه نحو : نعم رجلا السلطان فإنه لا يدري لو حذف رجلا أن السلطان فاعل والمخصوص بالمدح محذوف أو هو المخصوص وفاعله مضمر. (حاشية عصام الدين).
(٣) قوله : (تمييز أو حال) فإن قصد تقييد المبالغة في مدح المخصوص بوصف كان المنصوب حالا نحو : حبذا هند مواصلة أو في حال مواصلتها وإن قصد بيان جنس المبالغة في مدحه كان تمييزا نحو : حبذا زيد راكبا وحبذا زيد رجلا ولا يلزم الفصل بالأجنبي ؛ لأن المخصوص ليس بأجنبي لاتحاده بالفاعل. (فاضل محشي).
(٤) فلا يتجه ما قيل : الأولى من الفعل ؛ لأن الفاعل هو حجب لأنه فعل وعند المبرد وابن السراج أن تركيب حب مع ذا أزال فعليه حب ؛ لأن الاسم أقوى فحبذا مبتدأ والمخصوص خبره وقال بعضهم : بل التركيب أزال لاسمية ذا ؛ لأن الفعل هذا المقدم فالفعلية له فصار العامل كبعض حروف الفعل فحبذا فعل والمخصوص فاعله. (وجيه الدين).
(٥) قوله : (فالراكب) حال من الفاعل لا من المخصوص فيه مصادرة ؛ لأن المدعي أن ذا ذو ـ