(وقد تكون) أي : الكاف (اسما) (١) بمعنى (مثل) ، نحو :
يضحكن عن المبرد (٢) المنهم
أي : عن أسنان مثل : البرد الذائب للطافته.
(وتختص) أي : الكاف (بالظاهر) أي : بالاسم الظاهر عند الجمهور ، فلا يقال: (كه) استغناء عنه (٣) بمثل ونحوه.
وقد تدخل في السعة على المرفوع نحو : (ما أنا كأنت) (خلافا للمبرد) فإنه أجاز ذلك مطلقا ، نظرا إلى ما جاء في بعض أشعارهم.
(ومذ ومنذ) للزمان الماضي أو الحاضر فهما (للابتداء في) الزمان (الماضي) يعني : إذا أريد بهما الزمان الماضي فالمراد أن مبدأ زمان الفعل المثبت أو المنفي هو ذلك الزمان الماضي الذي أريد بهما لا جميعه كما إذا قلت : سافرت من البلد مذ سنة كذا ، أو ما رأيت فلانا مذ سنة كذا ، بشرط أن تكون هذه السنة ماضية ، ألا تكون أنت فيها ، فإن معناه حينئذ : أن مبدأ مسافر عدم رؤيتي كان هذه السنة وامتد إلى الآن.
(والظرفية) عطف على الابتداء أي : وهما للظرفية المحضة من غير اعتبار معنى الابتداء في (الزمان الحاضر) أي : الذي اعتبرته حاضرا وأن مضى بعضه ، يعني : إذا أريد بهما الزمان الذي اعتبرته حاضرا (٤) ، فالمارد أن جميع زمان الفعل هو ذلك الزمان الحاضر (نحو ما رأيته مذ شهرنا ، ومذ يومنا) أي : جميع زمان انتفاء رؤيتنا هو هذا
__________________
(١) يتعين اسميتها للدخول من عليه ويتعين حرفيتها بوعه صلة ويحتملها في نحو : زيد كالأسد. (وجيه الدين).
(٢) أوله :
بيض ثلث كنعاج جم
ـ النعاج جمع نعجة والجم جمع الجماء وهي التي لا قرن لها والمنهم الذائب ثلاثة مبتدأ خبره يضحكن والمعنى نساء بيض الألوان مشبهاة بنعاج لا قرن لهن يضحكن من أسنان مثل البرد الذائب في الرقة واللطافة. وجيه الدين).
(٣) فلا تدخل على المضمر استغناء بمثل ؛ لأن الكاف بمعنى المثل فتدخل المثل على المضمر بدلا عن الكاف. (لمحرره).
(٤) والزمان كالماء الجاري لا يتصور فيه الحاضر كما في الماء الجاري إلا بالاعتبار لأنك إذا اعتبرت شهرا واحدا زمانا واحدا وشهرا آخر زمانا آخر فحصل لك زمان الحاضر بالنسبة إلى شهر آخر وإلى يوم آخر. تقرير الأستاذ.