(وأجل ، وجير ، وإن) بكسر الهمزة وفتح النون المشددة.
ومن بيان معاني تلك الحروف يتبين وجه تسميتها (١) بحروف الإيجاب.
(ف : نعم مقررة لما سبقها) أي : محققة لمضمونه (٢) استفهاما كان ، أو خبرا.
فهي في جواب : أقام زيد؟ بمعنى : قام زيد ، وفي جواب : ألم يقم زيد؟ بمعنى : لم يقم زيد.
و (بلى) في جواب (٣) : ألم يقم زيد؟ بمعنى : قام زيد.
فمعنى (بلى) في جواب : (ألست بربكم) أنت ربنا.
ولو قيل (٤) في موضع (بلى) هاهنا : (نعم) لكان كفرا.
فإن معناه حينئذ : لست بربنا (٥).
وقيل : يجوز استعمال (نعم) هاهنا بجعلها (٦)
__________________
(١) قوله : (وجه تسميها) وذلك معاني جميعها الإيجاب والإثبات إلا أنها تفترق في أن بعضها لإيجاب ما سبق من الكلام نفيا كان أو إثباتا استفهاما كان أو خبرا أو بعضها لإيجاب النفي وبعضها لإيجاب الخبر. (وجيه الدين).
(٢) أي : ليس المراد بالتقرير التأكيد فإنه إنما يوجد فيما بعد الجنس بل التحقيق. (ك).
(٣) قوله : (وبلى في جواب لم يقم) ذكرها هاهنا توطئة لبيان عدم صحية نعم في جواب ألست بربكم وصحته ولو اكتفى على قوله : (قال فلو قيل) : نعم في جواب ألست بربكم لكان كذا ، ولكان أخصر وأحفظ من الحوالة على ما بعده من لزوم التكرار في بيان معنى ألست بربكم قالوا بلى كما لا يخفي. (سيالكوني).
(٤) هذا إشارة إلى أنه إثبات بإبطال نقيضه يعني أن بلى لإيجاب النفي فقط. (محرم).
(٥) لكون نعم محققة لمضمون ما سبق نفيا أو إثباتا ومضمون ما سبق هاهنا منفي لدخول ليس وهذا هو المختار عند البلغاء لما تقرر في علم المعاني من أن مضمون النقي الداخل عليه همزة الإنكار منفي. (أيوبي).
(٦) قوله : (تصديقا) لا تقرير لما بعده همزة الاستفهام فلا يكون جوابا للاستفهام ؛ لأن جواب الاستفهام يكون بما بعده. (حكيم).