وذكر ابن مالك (١) : أن (أي) بمعنى (نعم) وهذا مخالف لما ذكره (٢) المصنف.
(ويلزمها القسم) أي : لا تستعمل إلا مع القسم من غير ذكر فعل القسم. فلا يقال(٣) : أي أقسمت والله.
ولا يكون المقسم به إلا الرب والله ولعمري.
تقول : إي والله ، وإي وربي ، وإي ولعمري.
(وأجل (٤) ، وجير) (٥) بالكسر والفتح (٦) (و (إن) تصديق للمخبر).
وفي بعض النسخ : (تصديق للخبر) كقولك : أجل وجير وإن للمخبر : قد أتاك زيد ، أو لم يأتك ، أي : قد أتى ، أو لم يأت.
وجاء (إن) لتصديق الدعاء أيضا ، نحو قول ابن الزبير رضياللهعنهما (٧) لمن قال (لعن الله ناقة حملتني إليك : إن وراكبها) أي : لعن الله تلك الناقة واركبها.
__________________
(١) قوله : (وذكر ابن مالك) في المغنى أن أجد بمعنى نعم يقع بعد قام زيد وهل قام زيد واضرب زيد ونحوهن كما تقع نعم بعد هن وزعم ابن الحاجب بعد الاستفهام. (س).
(٢) لأنه يقتضي أن يذكرها مع نعم بأن يقول فنعم وأي : مقررتان لما سبقهما ولما ذكرها المصنف هاهنا بقوله : (إنها إثبات بعد الاستفهام) لم يكن كلامه قابلا لتأويل يوافق ما ذكره ابن مالك. (عبد الله أيوبي).
(٣) يعني لا يجوز تصريح ذكر متعلقة كما يجوز تصريحه في باء القسم وهذه خاصة أخرى. (تكملة).
(٤) قوله : (وأجل) بسكون اللام جعله في المعنى بمعنى نعم والاختصاص قول الزمخشري وابن مالك وجماعة وقال ابن حروف أكثر ما يكون بعده. (حكيم).
(٥) هذه الثلاثة تصديق للخبر كقولك من جواب عن يقول قام زيد أجل وجبر والمراد بالمخبر هو المتكلم أعم من أن يتكلم بالخبر والإنشاء يشمل الاستفهام والدعاء وغيرهما لا الذي بالخبر فقط. (أمير حلبي).
(٦) أي : بكسر الراء وفتحها فالكسر على أصل التقاء الساكنين كأمس والفتح للتخفيف.
(٧) قوله : (ابن الزبير) روى أن عبد الله بن زبير أتاه فضالة ابن شريك وقال يا أمير المؤمنين أن ناقتي دبرت ونقبت حتى وصلت إليك فقال أرفقها بسبب وأحفظها بهلت وسيرها البريد فقال : جئتك مستمحا لا مستعلما فلعن الله ناقة حملتني فقال ابن زبير أن وراكبها والسبب الراحة والهلت القشر والبريد أول اليوم وآخره والاستماحة والامتياج طلب العطا. (عبد الحكيم).
ـ وقصته أنه أتى سائل إلى ابن زبير فسئل شيئا عنه فلم يعطه شيئا فقال السائل لعن الله ناقة حملتني إليك فقال ابن زبير أن وراكبها تصديق لدعاء السائل. (لمحرره).