(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ) مما ليس الإشارة إليه حسية محمول على التجوز (١).
وإنما بنيت لشبهها بالحرف (٢) ، كما سبق.
(وهي) أي : أسماء الإشارة (٣) (ذا) حال كونها (للمذكر) الواحد (٤) والعامل(٥) في الحال معنى الفعل المفهوم من نسبة الخبر إلى المبتدأ.
(ولمثناه (٦) : ذان) رفعا (وذين) نصبا وجرا ، أي : وذان وذين حال كونهما لمثنى المذكر ، قدم ليكون (٧) الضمير أقرب إلى مرجعه ، وعلى هذا (٨) القياس في التراكيب الثلاثة الباقية.
__________________
ـ لا يتصور إلا إلى محسوس مشاهد والله تعالى نفسه منزه عن ذلك فأجاب بما ترى.
ـ (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ) إشارة تعظيم قاضي من آخر القصص الظاهر أن معنى التعظيم يستفاد من الإشارة بلفظ الجيد تنزيلا لبعد درجة المشار إليه ورفعه محله منزلة المسافة كما في قوله تعالى : (الم ذلِكَ الْكِتابُ)[البقرة : ١ ـ ٢] فإن الأصل في أسماء الإشارة أن يشار بها إلى مشاهد محسوس قريبا أو بعيدا ؛ لأنه قد أشار به إلى محسوس حيز مشاهد إلى ما يستحيل إحساسه وتنزيلا الإشارة العقلية منزلة الحسية وما نحن فيه من هذا القبيل.
(١) أي : على المجاز ، أي : على الاستعادة المصرحة بأن يشبه غير المحسوس بالمحسوس المشاهد في غاية الظهور ويطلق عليه لفظ موضوع للمحسوس.
(٢) لاحتياجها في وضعها إلى ما يبين به من قرينة الإشارة وإما لأن وضعها بالأصالة وضع الحروف في البعض نحو ذا وثم حمل عليهما البواقي. (عوض).
(٣) بحسب المشار إليه على ستة أضرب في العقل ؛ لأنه إما مفرد أو مثنى أو مجموع وكل واحد منها إما مذكر أو مؤنث إلا أن العرب لما وضعت لفظ الجمع مشتركا بين المذكر والمؤنث فألفاظها بسبب ذلك لاشتراك خمسة أربعة منصوب وواحد مشترك. (عافية).
(٤) ولما كان المذكر اسم جنس شامل للتثنية والجمع أراد الشارح أن يبين أن المراد بالمذكر الواحد. (أيوبي).
(٥) كأنه قيل : قيل إذا كان حالا فلا بد من عامل فما العامل فأجاب بقوله : (والعامل).
(٦) واعلم أن اسم الإشارة حالتها متوسطة بين الظاهرة والمضمرة فأقربها من الظاهر جاز تصغيرها وتثنيتها ولقربها من المضمر جاز أن يكون ثنائية.
ـ وعند أبي إسحاق الزجاج أن المثنى مطلقا مبني لتضمنه معنى واو العطف إذ أصل زيدان زيد وزيد (هندي).
(٧) هذا جواب سؤال مقدر وهو أن قوله : (لمثناه) حال مع أنه قدم على صاحبه وهو ذان مع أنه لا يتقدم عليه في عرفهم فأجاب بقول : (ليكون أقرب).
(٨) أي : على تقديم الحال فقط أي : بدون اعتبار قرب مرجع الضمير ؛ لأنه لا ضمير في ـ